شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م16:17 بتوقيت القدس

ميار فوجو.. أول ريادية لمشروع "أغلى توابل العالم"

25 فبراير 2023 - 16:09

رفح :

ما تزال لحظتها الأجمل منذ بدأت مشروعها في زراعة "أغلى توابل في العالم"، تلك التي أمسكت فيها أبصال نبتة الزعفران بعدما عرقل الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة أكثر من مرة. الشعور الذي انتابها حين لمست بيديها "الذهب الأحمر" لا يمكن نسيانه كما تروي الشابة ميار فوجو (25 عامًا) لـ"نوى".

"زراعة الزعفران"، هو مشروع الشابة ميار الذي لجأت إليه كأحد مشاريع القطاع الزراعي الريادية في فلسطين، بعدما تخرجت عام 2019م من قسم علم النفس، ودون انتظار البحث عن فرصة عمل قد لا تأتي أبدًا في مجتمع تزيد نسبة البطالة فيه على 54% بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة منذ 17 عامًا.

تقول ميار: "لم أنتظر وظيفة، بحثتُ عن فكرةٍ تقع ضمن المشاريع الخضراء الصديقة للبيئة، وحددتُ رغبتي في زراعة منتجٍ غير موجود في قطاع غزة، ويتلاءم مع مناخ البحر الأبيض المتوسط".

تكمل ميار قصتها: "بينما كنت أتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسات الداعمة للمشاريع الصغيرة، صادفت إعلانًا لدعم مشاريع زراعية من قبل جمعية الإغاثة الزراعية. بالفعل تقدّمت للمنحة، وتم اختيار مشروعي كونه مستدام ويدعم الاقتصادي المحلي".

بحكم مراقبتها لحياة عائلتها التي توارثت مهنة الزراعة، فكّرت في زراعة الزعفران الذي لا تتم زراعة أي نوع منه في قطاع غزة، واستثمرت مساحة نصف دونم من أرضٍ تمتلكها عائلتها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو مشروع يهدف إلى إنتاج "مياسم الزعفران" ذات الجودة العالية؛ لتلبية الطلب محليًا في قطاع غزة.

وتوضح: "احتضنت الإغاثة الزراعية مشروعي على مدار عام، وحصلتُ على دفيئةٍ زراعية، وشبكات ري، وأبصال زعفران، بالإضافة إلى تدريبات متخصصة في زراعة الزعفران".

تضيف: "تواصلتُ مع مصادر في الضفة الغربية والوطن العربي، خاصةً في الجزائر والمغرب من أجل معرفة كل ما يتعلق بزراعة الزعفران، وتأكدتُ من كون زراعته تناسب مناخنا، وأنه كلما أضيفت إليه مواد عضوية يتكاثر النبات ويزيد إنتاجه، حيث يجب أن تكون الأرض مفتوحة ومواجهة لأشعة الشمس".

وفعليًا، تمكنت ميار من زراعة هذه النبتة، التي تعد أغلى أنواع التوابل في العالم، ولا يقتصر استخدامها باعتبارها منكّهًا للطعام؛ وإنما أصبحت تُستخدَم في صناعة العديد من الأدوية الخاصة بالزهايمر وسرطان الكبد، وبالإضافة لكونها تستخدم علاجًا دوائيًا لصنع مواد التجميل، ويزيد الطلب عليها عالميًا.

ففي الصيف تدخل بصيلات الزهرة البنفسجية الجذابة بمرحلة سبات، ثم في منتصف أكتوبر/تشرين أول حتى منتصف تشرين ثاني/نوفمبر تعود لتزهر من جديد.

لم يكن مشوار ميار سهلًا؛ فقد كان عليها البدء بالتجريب دون أي مقومات ملموسة سوى النجاح، واجهت العديد من المعوّقات المتعلقة بإدخال الأبصال من المعبر بسبب منع الاحتلال دخول الزعفران، وقلة الخبراء في زراعته بغزة، إذ لا توجد معرفة مسبقة، وليس انتهاء بعملية التسويق.

ويعتمد سعر الأبصال على حجمها، بينما ينقسم زهر الزعفران إلى نوعين: أحمر كامل، أو أحمر مع الجذر الأبيض، وهو أرخص من النوع الأول، ويتراوح سعر الغرام الواحد منه بين 10 و15 شيكلًا.

تقول ميار: "بفضل مؤسسة الإغاثة تم ربطنا بالسوق المحلي من خلال خطة تسويق للمنتج، وأصبحت اليوم معروفة، وهناك رغبة من المزارعين بالحصول على هذه الأبصال".

في حرفة يمتهنها عادة الذكور بقطاع غزة، كان على ميار مواجهة المجتمع الذي لم يتقبّل بسهولة وجودها في هذا المجال. تأسف الشابة لذلك لكنها ممتنة لكل من دعمها وساندها من الأهل والمهندسين.

تقول: "كان عليّ أن أصبر وأتحمل من أجل إثبات أني قادرة على النجاح، كانت العديد من النماذج النسائية قدوتي في المضي بهذا المشروع".

ومع نجاح مشروع زراعة الزعفران، تطمح ميار في المستقبل القريب، وبعد تلبية حاجة السوق الفلسطيني إلى تصدير منتجها بكميات للعالم كله، تحت اسم "زعفران غزة". تقول: "آمل نشر ثقافة زراعة الزعفران في غزة كونها من المشاريع ذات الاستدامة والمربحة التي تدعم اقتصادنا المحلي".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير