شبكة نوى، فلسطينيات: كثيرة هي الالتزامات التي تراكمت على رأس روحية السقا منذ وفاة زوجها قبل 13 عامًا. لقد ترك لها عددًا من الأبناء، "فتغير الحال تماماً" تقول لـ"نوى".
طوال السنوات الماضية، كانت الحياة تسير بمساندة هذه الجمعية أو تلك، لكن اليوم كبُر الأبناء، "وكبُرت أحلامهم معهم، لا سيما وأنهم من المتفوقين. هنا كان لا بد من أن أفعل المستحيل كي أستطيع تلبية طموحاتهم".
قبل عامين، قررت روحية وسلفتها رانيا التي تعاني ظروفًا مشابهة بعد إصابة زوجها بجلطة أقعدته عن العمل، البدء بمشروعٍ منزلي: "لينا كتشن".
تقول رانيا عبد الغفور، الحاصلة على شهادة جامعية في الإعلام: "في لحظة انقلبت حياتي رأسًا على عقب. وجدتني مضطرة لتأمين احتياجات المنزل، وعلاج زوجي، وإتمام تعليم ابنتي الجامعية، وتلبية متطلبات أبنائي المدرسية، وبعد سنوات من انقطاعي في مجال الإعلام، لم يعد بمقدوري سوى أن أصنع شيئًا أتقنه، وهنا كانت البداية".
فكرت رانيا وسلفتها بإنشاء صفحةٍ لتقديم خدمة توفير طلبيات من المعجنات، والحلويات، والمفتول، والكبة التي تتقنان صنعها بشكلٍ كبير، والترويج لها، ومن ثم تطوّر الأمر لتقديم خدمات الطبخ عن كافة الأطباق المطلوبة لدى الأسرة الفلسطينية.
تقول: "النساء العاملات على وجه التحديد، تعانين ضيق الوقت وضغط العمل، ولهذا كان خطابنا الأساسي موجه باسمهن. بدأنا مشروعنا من مؤونة مطابخنا، واتخذنا من غرفة على سطح المنزل مكانًا للبدء".
تقدم رانيا وروحية كل ما يخطر في البال من أطعمة شهية: المعجنات، وورق العنب، ورول المسخن، والسبانخ، والكبة والكعك وغيره، حسب الطلبيات التي تصل إليهما، "وكون البداية كانت دون رأس مال، فنحن نعمل وفق المتوفر، وعندما تكون الطلبيات قليلة، بالكاد يكفي المردود لتغطية الأساسيات" تعقب روحية.
بالإضافة إلى مؤونة مطبخهما، تعتمد السيدتان على الاستدانة أحيانًا من أحد محلات البقالة، والسداد بعد تنفيذ الطلبية، "ما يجعل هامش الأمان والاستمرارية مفقود، لا سيما حينما تنقطع الطلبيات في بعض أيام الشهر".
ما يحزن رانيا أنها في كثير من الأوقات، بل في أغلبها، لا تقدر على توفير مصروف طفلتها الصغيرة، "وقليل من الأوقات التي يمكن أن تذهب إلى المدرسة بمصروف، وهو بمثابة يوم عيد بالنسبة لها" تضيف.
تتمنى رانيا وروحية المشاركة في أي من المعارض الخاصة بالمنتجات والمشاريع الصغيرة، للتعريف بمشروعهن والمساهمة بالترويج له، بينما يحلمن أن يحصلن على تمويل -ولو صغير- يمكنهن من الاستمرار واستدامة العمل، دون انقطاعٍ بين الحين والآخر ما يجنبهن وعائلاتهن سؤال الناس.
