شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 29 ابريل 2024م23:59 بتوقيت القدس

أحلام التفوّق تصارع طلبة "توجيهي" في خيام النزوح!

21 فبراير 2024 - 15:06

شبكة نوى، فلسطينيات: دعاء برهوم

بينما كانت تحلم بدراسة القانون في مصر، باغتتها حرب الإبادة التي شُنت على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وعصفت بحلمها نحو مصيرٍ مجهول. تقول طالبة الثانوية العامة أروى أبو الروس: "بدأت التجهّز لتوجيهي خلال الإجازة الصيفية؛ على أمل أن أحصل على معدل الامتياز، لكن الاحتلال دمر حلمي، وضيّع مستقبلي".

وتضيف: "توجيهي مرحلة مفصلية في حياة الطالب، فنتائجها هي ثمار 12 عامًا من الجد والتعب، وهي التي تحدد طريقه الجامعي الذي سيبني عليه مستقبله. نحن اليوم وتحت النار نعيش هاجس الخوف من إلغاء الامتحانات، وضياع العام الدراسي كاملًا علينا، لا سيما بعدما استشهد الكثير من الأساتذة والطلبة، وتحولت المدارس لمراكز إيواء، وأصبحت كتبنا رمادًا".

أحمد جمعة أيضًا، طالب ثانوية عامة يعيش في أحد مخيمات النزوح غربي محافظة رفح جنوب قطاع غزة، بعدما لم يجد برفقة عائلته النازحة من منطقة تل الهوى مكانًا يأوي إليه. يقول لـ"نوى": "طلبة التوجيهي لهذا العام واجهوا ظروفًا قاسية، وتناثرت أحلامهم مع ركام منازلهم".

وبحزن وحسرة يضيف: "مع أول أيام الدراسة، كتبت بالخط العريض على جدار غرفتي عبارة (الدكتور أحمد جمعة، الحاصل على معدل 99.5% في الثانوية العامة)، لكن سرعان ما تناثر الحلم وضاع المستقبل"، متسائلًا: "حتى لو انتهت الحرب الآن، كيف يمكن أن نعود لحياتنا الطبيعية ولمدارسنا وسط كل هذا الدم والدمار؟".

يصف أحمد حاله اليوم بالقول: "لا يكاد يمر يوم علي دون أن يصارعني ضجيج حلمي، فجميع الطلبة في العالم يستمرون في حياتهم التعليمية إلا طلبة غزة، كُتب عليهم الشقاء مذ وُلدوا، وأحلامهم دائمًا ناقصة ومبتورة".

ويُكمل: "نترقب بحسرة وسائل الإعلام والتصريحات التي تتعلق بوقف الحرب على غزة. لقد انطفأت آمالنا باستدراك ما ضاع منا من وقت، لكن نتمنى أن يجدوا لنا حلًا يساعدنا على تجاوز العام، وتقديم الاختبارات أسوةً بأقراننا لنبدأ أعوامنا الجامعية معهم، ولا يبقى تأخرنا عنهم حسرةً في قلوبنا".

بدوره، قال رئيس قسم التخطيط في مديرية التربية برفح جنوبي قطاع غزة، محمد عيسى: "إن مصير طلبة الثانوية العامة لهذا العام مرتبط بانتهاء حرب الإبادة، التي خلفت كارثة تعليمية لجيل كامل في كافة المراحل التعليمية".

وأضاف: "لدى وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة استراتيجية بديلة، وخطط طوارئ في حال توقفت الحرب قبل حلول فصل الصيف"، مبينًا أنه من الممكن استكمال العام الدراسي لطلبة الثانوية العامة في الإجازة الصيفية، واتخاذ الإجراءات اللازمة كي يتمكّن الطلبة من الالتحاق بالجامعات، وعدم تضييع مستقبلهم أمام أعينهم.

ونوّه إلى أن الأولوية في حال توقفت الحرب لطلبة الثانوية العامة، أما الطلبة في المراحل الأخرى، فستكون خطة العمل معهم مختلفة كون الاحتلال دمر عددًا كبيرًا من مدارسهم، واستشهد عدد كبير من مدرسيهم".

وبحسب وزارة التربية والتعليم، فإن 4895 طالبًا استُشهدوا، و400 مدرسة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان على غزة.

كاريكاتـــــير