شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 28 ابريل 2024م20:26 بتوقيت القدس

يتساءل الناس: هل تعرف به "إسرائيل"؟

يومٌ لـ"السلام" في بلاد الحرب!

21 سبتمبر 2023 - 13:43

قطاع غزة:

اليوم وفقًا لقائمة الأيام الدولية المعتمدة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو يوم السلام العالمي! إن السلام في حقيقته "شعورٌ" لا يوفره الهدوء وحده. "السلام" طمأنينة، وأحلامٌ تتحقق. حريةٌ وعمل وتعليم، السلام أمل بجيلٍ يكبر على "الحب" لا على الكره والانقسام.

والسلام في قطاع غزة، هو أبعد شعورٍ يمكن أن يصل إليه سكان هذه البقعة المحاصرة منذ ما يزيد على 17 عامًا، تحت سماءٍ تقتحمها طائرات الاستطلاع في أية لحظة، تنغّصُ هدوء الليل، وترصد أهدافًا لتصنع مجزرة! السلام في غزة شعورٌ بعيدٌ أمام قناصة أبراج المراقبة قرب الحدود، وتحت أزيز رصاصهم الذي يقتل الأرض، والشباب، وكل الأمنيات.

"السلام شعورٌ شخصيٌ هنا، لا يمكن أن يعمم. الذي يشعر به فقط هو الآمن بين أهله، ومن يملك قوت يومه. السالم هنا هو الناجي من موتٍ مباغتٍ بانفجار صاروخٍ أو انهيار بيت أو رصاصة" تقول مريم عفانة لـ"نوى".

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، يومًا لتعزيز مُثل وقيم السلام في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها، وهو الأمر الذي جعل مريم تتساءل: "هل تعرف بأمره حكومة الاحتلال، التي توغل منذ الصباح في القتل والاقتحامات والاعتقالات والهدم والتخريب داخل مدن وقرى الضفة الغربية؟".

"ماذا يعني السلام لطفلٍ لا يتجاوز عمره 15 عامًا، عاش ستة عدواناتٍ منذ وُلد؟!" يتساءل محمد مهدي، ويتابع: "هذا المفهوم بالنسبة لي غائب تمامًا، فمنذ وُلدت خبرت الحرب أكثر منه. وحتى في أوقات (السلام المؤقتة) أعيش مشاعر معاكسة. هناك خوف وهواجس من عودة القصف والردم والتدمير والقتل ومشاهد الدم وصرخات الأطفال. هناك رعبٌ من فكرة الفقد. أسأل نفسي مرارًا: ماذا لو كان هذه المرة دوري كي أصبح القصة؟".

تضحك ماريا حسنين بصوتٍ مرتفع، بعد أن سمعت سؤالنا: "ماذا تقولين للعالم في مثل هذا اليوم؟"، ثم ترد: "أي سلامٍ هذا الذي تتحدثون عنه؟ العالم كله يحق له الاحتفاء بهذا اليوم، أما نحن فلا. نحن لا نعرف هذا الشعور تحت احتلالٍ يتربص بنا في كل لحظة؟ نتمنى أن نعيشه لا شك، لكن على مدار 35 عامًا هي عمري، لا أذكر أنني اختبرته هنا أبدًا.. انتفاضتين، وستة حروب، وعشرات الجولات الساخنة المؤقتة، ومجازر، وهدم بيوت، واعتقالات، وأسرى مرضى. سؤالي بعد هذا كله؟ هل سمع الاحتلال بيومٍ كهذا أصلًا؟".

يُرمز إلى السلام باللون الأبيض، أو بحمامةٍ تطير آمنةً لتنثر المحبة، لكنَّ حتى الحمام ها يطير بسرعةٍ جنونية عندما يسمع صوت انفجار! "قصفٌ إسرائيليٌ" مباغت يقضُّ سكون السماء. يطغى اللون الأسود، فيعرفُ أصمٌ أن الحرب اندلعت. يسقط قلبه، ويختبئ في مكانٍ يعرف أنه لن يحميه من موتٍ قريب. في وقت الحرب لا مكان للعتمة، الليل كله يضاء بنيران الصواريخ، وأحزمة النار التي تطال مناطق يسكنها أبرياءٌ آمنين. حتى الرموز والألوان ودورة الحياة خرّبتها "إسرائيل"، فعن أي سلامٍ نتحدث؟ سؤال برسم الإجابة.

كاريكاتـــــير