شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م10:12 بتوقيت القدس

حصار "برقا".. صفٌ طويل من "القهر" وجنديٌ يضحك!

03 سبتمبر 2023 - 20:05
صورة من مواجهات برقا
صورة من مواجهات برقا

رام الله:

تحت نيران الشمس الحارقة، يقف ياسر بسيّارته بانتظار فتح الحاجز من قبل جنود الاحتلال الذين يتأملون الناس ويضحكون على آلامهم. يتأفف، يمسك هاتفه لدقائق ثم يرميه على الكرسي المجاور بلحظة غضب، فليس أمامه متنفّسٌ للتفريغ سوى هذه الطريقة، وإلا! لو فكّر بالصراخ أو الاعتراض قد يُقتل. فهذا أمر بعظمته، أبسط ما يفعله الجيش الإسرائيلي.

ليس ياسر وحده، بل حشدٌ من الناس على الحال ذاته، يقفون صفًا طويلًا أمام طريقٍ مغلقة، يُمنعون الخروج أو الدخول من وإلى قريتهم برقا التي تقع شرقي رام الله.

وقصة الحصار الإسرائيلي للمدن والقرى الفلسطينية هي أحد أساليب "العقاب" للناس. كانت برقا آخر نماذجها، والسبب "إلقاء الحجارة" على جنود مدججين بالأسلحة، وفق ما أعلن جيش الاحتلال. جنودٌ يرافقون مستوطنين بهدف "تهجيرنا وترحيلنا من أرضنا" يقول ياسر عبد القادر.

يخبرنا الرجل أنه كان في زيارة للمسجد الأقصى، وحينما عاد لقريته منعه الاحتلال من دخولها. لم يعرف إلى أين يذهب، هل يتحايل عليهم بالدخول سيرًا على أقدامه؟ أم يجد مكانًا يُؤويه مع سيارته لحين فتح الحاجز ؟ 

يضيف: "إغلاقٌ للطرق الرئيسة، وعرقلة لمرور المواطنين، لقد منعوا الدخول والخروج عقب إغلاق الممر الرئيسي. نقضي ساعات قاسية تحت نيران الشمس، وتتحول سياراتنا إلى إفرانٍ تُلهب أجسادنا، وكل هذا من أجل التضييق على سكان برقا وتعزيز فرص استيطانها".

ينام العالقون في العراء، يفتح الحاجر لساعة ويغلق لساعاتٍ طويلة. تمنع مواكب العزاء من المرور، وكذلك مواكب الأفراح. يتّكئ المرضى على جذوع أشجار تظلل عليهم أشعة الشمس. "يخرجون مجبرين، وينتظرون بالإكراه، فقط كي يمروا بغرض العلاج وقضاء حاجاتهم الضرورية" يقول المسن محمد معطان.

ويزيد: "نحن مُعرّضون لخطر الاستهداف دائمًا. لا يُفرّقُ الجنود بين كبار في السن أو صغار، مرضى أو أصحاء، المهم فقط أن يُنغّصوا علينا حياتنا لترحيلنا عن قريتنا".

ومنذ أيام، يستمر الاحتلال بفرض الحصار على "برقا"، المحاصرة أصلًا ببؤر استيطانية وشارع التفافي للمستوطنين، إذ يحدها من الشمال والغرب بؤرتا "جفعات آساف" و"عوز ايتسيون" المقامتان على أراضيها، و"بيتين" المجاورة، وهما عبارة عن بيوت متنقلة على شكل بركسات وكونتينرات، أما في الجهة الشرقية، فتقام بؤرة رعوية تدعى "رامات ميغرون" على أراضي برقا ودير دبوان ومخماس.

ومن الجدير ذكره، أن قرية "برقا" تعرضت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، لهجوم من المستوطنين أدى إلى استشهاد الشاب قصي معطان متأثرًا بإصابته برصاص المستوطنين، خلال تصديه لهجومهم.

كاريكاتـــــير