جنين:
بعد ما يزيد على ساعة من البكاء المتواصل، باءت كل محاولات "يسرى" لمعرفة سبب بكاء طفلها ابن الستة أشهر بالفشل. "جائع؟ أم يرغب في النوم؟ أم أن بطنه يؤلمه؟" كلها احتمالات اختبرتها واحدةً واحدة حتى تصل إلى تحديد السبب الحقيقي، وعبثًا كانت كل المحاولات.
هذا دفع فتاةً لا يزيد عمرها على 15 عامًا، لابتكار وسيلةٍ تساعد الأمهات على تحديد أسباب بكاء الأطفال، لتدارك أي مشكلة قبل تفاقمها،. ليالي الخطيب من بلدة الخلجان قضاء جنين، التي نجحت في تطوير تطبيقٍ يرشد الأمهات لأسباب بكاء أطفالهن، تبعًا لتحليل صوت البكاء.
تقول: "وجود ثلاثة أطفال في المنزل، بينهم رضيع وآخران توأمان، كان كفيلًا بخلق حالةٍ من التوتر، لا سيما مع بكاء ثلاثتهم المستمر، وفشل والدتي المستمر في معرفة سبب هذا البكاء، ومن هنا كانت البداية".
وتضيف: "الوضع في المنزل، وحالة التوتر التي تعيشها والدتي مع أشقائي، كانت دافعي الأول للبحث عن طريقة تساعدها في تحديد سبب بكائهم".
عملية بحث طويلة عبر الإنترنت قادت ليالي لإمكانية تطوير تطبيق قادر على تحليل أصوات الأطفال، وتحديد سبب البكاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ تلفت ليالي إلى أن هذا التطبيق قائم بشكل أساسي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعمل على فهم حاجات الطفل الرضيع من صوت بكائه، ويخبر الأم عن سبب بكاء طفلها، وكيفية التعامل الصحيح معه.
تؤكد ليالي أن تطبيقها مختلف بشكل كلي عن بعض التطبيقات التي تمنح الأمهات أصواتًا محددةً لبكاء أطفال مرفقة بأسباب هذا البكاء، "فمرشد الأم" قائم على تحليل صوت الطفل، ولا يعتمد على أصواتٍ موجودةٍ أصلًا في التطبيق.
تزيد: "يتضمن التطبيق تسجيل صوت بكاء الطفل ثم تحليله بعد ذلك عبر الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي ينتج عنه قائمة من الأسباب والحلول المحتملة للبكاء، التي تكون دقيقة بدرجة 93%".
وفيما يتعلق بالفئة العمرية التي يستهدفها التطبيق تزيد: "يستخدم تطبيق مرشد الأمومة للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا، كما أنّه يقدّم نصائح لمقدمي الرعاية حول تخفيف شعور أطفالهن بعدم الارتياح".
تطمح ليالي لتحسين تطبيقها وانتشاره في جميع أنحاء العالم، بلغات مختلفة، كما تسعى لتطوير تطبيق يمكن من خلاله تشخيص مرض التوحد.
يذكر أن ليالي شاركت في العديد من المحافل العلمية الدولية، كمسابقة "إنتل" الدولية للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصدت المركز الثاني في مسابقة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي، وحصدت ميدالية شرف برونزية، والجائزة الوطنية الخاصة بفلسطين في مسابقة الفلك والفيزياء.