شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م10:08 بتوقيت القدس

موسم المدارس.. متنفّس للتجار وهمٌ للناس

06 اعسطس 2023 - 13:53

قطاع غزة:

نظرة على أسواق قطاع غزة، كفيلة لتخبرك بأن موسم المدارس قد اقترب! ألوان الزي تكسو واجهات المحلات وحتى البسطات المقابلة. أطفال يسيرون مع أمهاتهم فيشرون نريد كهذا القميص وأخريات كهذا المريول! رغم أنه واحد، لكن رائحة الملابس الجديدة لها أثر خاص! تقول طفلة لأمها التي حاولت إقناعها بأن مريولها القديم يصلح لهذا العام.

لم يصدّق البائع أن يرقب مثل هذه الحوارات فيهمّ سريعًا لدعم الطفلة قائلًا "أنت فتاة ذكية، فعلًا للجديد رونق خالص، لا عليك سوى اختيار المقاس وأنا سأجلبه حالًا" لتجيب أمها "والله أنت اللي بائع شاطر، حسنًا سوف نشتري مريول جديد".

يقول محمد دويمة وهو صاحب محل للملابس إنه ينتظر موسم المدارس بهمّة عالية، فهو وفير بالرزق لوجود طلاب في معظم منازل القطاع، غير أنه موسم يحرّك السوق ومصانع الإنتاج ويدرّ عليهم بالربح الوفير رغم أنه واحد سنويًا.

ويضيف "لا نستطيع مقارنة الوضع الحالي بما قبل حصار غزة، حين كانت البلاد مفتوحة أمام حركة العمل والتنقل، كنا نحصد أرباحًا كبيرة، والطبقة المتوسطة في القطاع كانت تستطيع تلبية هذه الاحتياجات بأريحية كاملة".

بخلاف اليوم – وفقًا للرجل -، صارت العائلات تسد حاجتها من ملابس العام الماضي أو من الأقارب، بحيث يتوارثون الزي غير المهترئ، ويكتفون بإصلاحه قبل ارتدائه من الصغار ثم توفير بعض المال لشراء القرطاسية والكتب والمواد الأكثر أهمية بالنسبة لهم.

الحال في الأسواق بالطبع ينعكس على المصانع المحلية، والتي يقتصر العمل فيها في الفترة الحالية على إنتاج كميات كبيرة من الزي المدرسي لتسد الحاجة.

يقول براء جبر، وهو صاحب مصنع خياطة، إن كمية الإنتاج يتضاعف في الفترة التي تسبق عودة المدارس، وبالتالي تعتبر من أهم مواسم الربح.

ويضيف بأن موسم المدارس بالنسبة لهم يعدّ الأهم بعد الأعياد لكن الكمية تعتبر أكثر بضعفي أو ثلاثة من مجمل الإنتاج، مشيرًا "شراء الزي المدرسي ليس أمر مرتبط بالرفاهية، بل هي حاجة تجعل أرباب الأسر فيها يشيلون هم توفيرها قبل بدء العام بشهر على الأقل".

أما بالنسبة للمقارنة بين إنتاج العام الجاري والسنوات الماضية، يؤكد أنه يقل سنويًا نظرًا للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر على قطاع المحاصر منذ 17عامًا متواصلة، فيرتبط الإنتاج بعمليات الطلب بينهم وبين التجار في الأسواق.

وبحسب جبر فإن الناس لم تعد تبحث عن الجودة مقابل الحصول على الأسعر القليلة، خاصة مع وجود الكثير من الشركات المنافسة التي دخلت على خط الإنتاج، حيث صار يتراوح المريول المدرسي بين 22 إلى 30 شيكل أو أكثر بحسب الجودة.


ومن المعيقات التي تواجه أصحاب المصانع، انقطاع الكهرباء المستمر المتزامن مع موجات حر شديدة تضرب المنطقة، ما يجعل المولدات البديلة لا تحتمل، فيجبرون على تشغيل ماكنات الإنتاج دون المكيفات والاعتماد على المراوح فقط.

ومن الملاحظ أن بعض المصانع اتجهت لإدخال تصاميم مميزة لجلب الناس لبضائعهم كاستخدام التطريز أو الكتابة بالخط العربي بما لا يكسر قواعد الزي المدرسي، بل يدعم ثقافة التراث الفلسطيني وفق تعبيره.

كاريكاتـــــير