قطاع غزة:
معظم "قوت" الناس في غزة يتكئ على القمح. طبقٌ شهيٌ من المفتول المزيّن باليخنة "المنغنغة" باللحم واليقطين، أو خبز الصاج تخبزه إحدى الجدّات على نار الحطب لطبخ المنسف، أو خبز الطابون على صدر صينيةٍ تحمل أطباق الجبن والزيتون والزعتر لمزارعٍ حان وقت راحته، وحتى قطعة "كيك" لأصحاب الحمية الغذائية!
قمحُ غزة الذي تمتد حقوله قرب حدود النار وبنادق الجنود شرقي قطاع غزة، ليس بخيرٍ هذه المرة، "لقد خيّب آمالنا" يقول المزارع حسن عبيد (25 عامًا) لـ"نوى".
كميات القمح التي حُصدت هذا العام في أيار كانت ضعيفة، وذلك بسبب قلة هطول الأمطار خلال فصل الشتاء الذي مضى. يضيف: "مواسم الحصاد هي مواسم رزق بالنسبة لنا نحن الشبان الذين نُستقطب للعمل في المزارع والحقول وإن كان لفترات محدودة، فهي توفر لنا مدخولًا مؤقتًا للعيش في ظروفٍ اقتصاديةٍ مأساوية تمر على سكان هذه البقعة المحاصرة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عامًا".
وحصاد القمح -بحسب المُزارع- يحتاج الكثير من الجهد، حيث تُستخدم الفرازة لاستخراجه من الأرض قبل أن يستلمه المزارعون ويقومون بتجهيزه يدويًا لعرضه للزبائن، أما في حال كانت المساحة الزراعية صغيرة، فإن العملية كلها تكون بالأيدي دون استخدام الآلات الزراعية الخاصة.
ولقمح غزة استخداماتٌ أخرى، فمن ضمن أنواعه ما يستخدم كغذاء أساسي للدجاج والأبقار والأغنام، كما يستخدم القش الناتج عن حلجه في العديد من الصناعات الزراعية المختلفة.
عن أسعاره، يخبرنا: "الكيس يُباع بـ15 أو 17 شيكلًا. زراعة القمح من الأصناف غير المربحة للمزارعين الذين يعانون أضرارًا لا تنتهي تحديدًا خلال فترات العدوان الإسرائيلي على القطاع، فيُمنعون من الوصول إلى أراضيهم خلال أوقات التصعيد".
ويزيد: "تتضرر المحاصيل عادةً حتى في غير أوقات التصعيد، إذ يلاحقنا الجنود الإسرائيليون للتضييق علينا وتخويفنا، ومنعنا من الوصول إلى أراضينا، وهذا يكبدنا خسائر كبيرة مقارنةً بالربح العائد عند الحصاد والبيع".
من الجدير ذكره، أن وزارة الزراعة الفلسطينية قالت في تقريرٍ أولي "إن خسائر القطاع الزراعي خلال العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة في مايو، أيار 2023، وصلت إلى 1,300,275 دولارًا، شملت تلف العديد من الدونمات الزراعية المزروعة بالخضار (مكشوفة ودفيئات)، والأشجار، وغيرها من المحاصيل.