شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 29 ابريل 2024م03:11 بتوقيت القدس

استشهد "يزن" وما زال "منصور" يُصغي إلى نبض الصورة

15 مايو 2023 - 14:11

قطاع غزة:

وجههُ بشوشٌ، وروحه تضجُّ بالحياة. كان ذلك جليًا في صورِهِ التي شاركَها أصدقاؤه له عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، هذه المرة لرثائه "شهيدًا".

اسمه يزن. يزن عليان، طويل القامة وبشرته سمراء. "فتىً بعمر الورد" وما أكثر ما قيلت مؤخرًا في قطاع غزة. قيلت في كل المنازل التي انكوت بنيران الفقد والوجع تحت القصف الإسرائيلي الذي يُباغِت أمن أصحابها وأمانهم، في أي آن.

سقط صاروخٌ في منتصف منزله، انتُشل الفتى الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، جريحًا في اللحظة الأولى. جُرح والده أيضًا ودخل العناية المركزة، وكذلك أمه وشقيقه عبد الله! لم يكن أحد منهم يعلم مصير الآخر، أو الذي حدث له بالضبط، كل ما كان يصلهم "دعاء الذين يترقبون صحوهم في الخارج.

في اليوم الثاني، بدت الصورة أكثر قسوة. علم الأب باستشهاد طفله؟ أخبره المقربون لأجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه قبل أن يوارى الثرى، أما أمه فرفضت أن تصدق، أو أن تتعامل مع الأمر كحقيقة. تقول: "هذا كابوس"، ثم تنادي أحدهم "صحّوني! خذوني عند إبني، بدي إبني حبيبي يزن".

يتحدث منصور قويدر لـ "نوى" عن رفيق دربه وجاره وحبيبه الشهيد. لقد كان أول من دخَل لنجدته بعد القصف من فتحةٍ صغيرة صنعها الصاروخ نفسه في الجدار. يقول: "شاهدتُ والده وأمه وابنهما عبد الله، وأجزاء من جسدٍ لا أعرف مَن صاحبه. صرت أصرخ واسأل عبد الله وهو بنصف وعيه "إنت يزن؟ أخبرني أرجوك لكنه بقي صامتًا فاقدًا للوعي".

ويضيف: "صرتُ أنبش بين الحجارة وأحاول إزاحة الركام. لم تبدُ ملامح وجهه واضحة، لكنني سمعتُ نبض قلبه حيًا. صرت أنادي بأعلى صوتي حتى استطاع الناس الدخول إلى المنزل وكذلك الإسعاف".

لم ينفع استمرار النبض، ولا كل محاولات الإنعاش. قُضيَ الأمر بإعلانه شهيدًا. يزن المُهذب الخلوق التقي. صانع الفرح وكابتن كرة السلة، الطموح الذي رغب بإكمال دراسته، وبالعيش صالحًا مُحبًا للخير وهو بين أهله.

يزن واحدٌ من بين 33 فلسطينيًا قضوا تحت العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة في خمسة أيام "بشعة"، خسرت فيها عشرات العائلات منازلها التي دمرتها صواريخ المحتل، لكن هل تكتفي "إسرائيل" إلى هنا؟ هل ينتهي العدوان يومًا؟ إنها قصة الحياة تحت الاحتلال بغزة.

كاريكاتـــــير