قطاع غزة:
للحيوانات في غزة نصيب من اعتداءات الاحتلال، يحدث الأمر بتشديد الحصار ومنع دخولهم، باستهدافهم في العدوانات وقتلهم مباشرة في مزارع الدجاج وعلى عربات يجرها الحمير، وصولاً إلى إغراق الأراضي الزراعية التي تنتج طعامهم!
معاذ عاشور وهو أحد المزارعين في الأراضي الشرقية للقطاع، يخبرنا عن أقل ما يمرّ فيه خلال عمله بزراعة القمح والشعير، إذ يصبح العمال فريسة لجنود مدججين بالأسلحة يرقبونهم عن كثب في كل لحظة، ومع كل شتلة تغرس بالأرض وكل ثمرة تقطف منها حتى لو كانت "شعيراً" للدواب.
"الأرض غالية علينا، لكنها مسرح استهدافنا ومصدر رزقنا في آن" يخبرنا الرجل عن أرضه التي يزرعها خضراوات مختلفة بينها البامية والفقوس، والشعير والقمح في مواسم أخرى.
وبالتزامن مع موسم الحصاد يقول "هذا الموسم وفير وبركة للعام الجاري، برغم تضرر الأرض جراء فتح السدود من قبل الاحتلال باستمرار بصورة متعمدة لإتلاف المحاصيل والتنغيص علينا بأعمالنا، فإن لم يستهدفنا مباشرة بالتأكيد لن يفوّت فرصة استهداف رزقنا".
يبدأ حصاد الشعير بحسب عاشور في بداية أيار/مايو، لمدة شهرين متتالين. تنتج أرضه التبن للدواب كالعجول والأبقار والأغنام والحمير والحصن، بالإضافة إلى صنع الدقيق من الشعير الذي يحمل فوائد متعددة للإنسان لكونه يحتوي على كمية عالية من المغنيسيوم، فيدخل في إنتاج أكثر من 300 أنزيم، بما فيها الأنزيمات التي تعمل على استهلاك وهضم سكر الجلوكوز في الدم وإفراز الأنسولين.
تتعدد أنواع الشعير وفق الرجل، فمنه الحب، والمجروش، والناعم الذي يطلق عليه (الذرة السكرية) وهو النوع المتوفر في قطاع غزة، ومع وفرة لإنتاج لهذا العام لكن ما تنتجه الأراضي الزراعية في قطاع غزة لا يسد حاجتها، فيتم الاستيراد من الخارج لتعويض الأمر، وهنا لا بد من الإشارة إلى ارتفاع أسعاره مقارنة بسوء الأوضاع المعيشية التي تمر على الناس مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ 17 عاماً.
ويصل الطن منه إلى 1600 شيكل / ما يقارب 400 دولار بينما كان سعره قبل ثلاثة أعوام 1000 شيكل/ أي نحو 300 دولار أمريكي.
يعاني المزارعون أوضاعاً صعبة بسبب الاحتلال وممارساته المستمرة ضدهم، حتى في "أبسط" جولة تصعيد يشنها فإن أولى غاراته عادة تستهدف الأراضي الزراعية، فضلاً عن منع وصولوهم إليها ما يتسبب بخسائر كبيرة، تسقط توابعها على رؤوسهم فتزيدهم بؤساً – حسب وصفه -.
