شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 28 ابريل 2024م15:28 بتوقيت القدس

"مصلى باب الرحمة".. في قلب المواجهة

25 ابريل 2023 - 13:48

القدس:

ربما تكون أقسى الأوقات التي تمرّ على الفلسطينيين، هي التي تقع فيها المقدسات هدفاً للاحتلال، مهما حاولوا افتداءها بدمائهم لكنه لا يتردد أبداً بإمعانه بالاعتداء! ولعل مصلى باب الرحمة الذي يقع في المسجد نموذجاً مربكاً للمشاعر!

تماماً كما قالت أم بلال اسنينة وهي إحدى المرابطات هناك، مضيفة "أنا حزينة وقلبي مكسور. عاجزة ومقهورة، لا أستطيع فعل شيء إلا المكوث فيه لساعات طويلة من أجل حمايته من التدنيس والاعتداء بوجودي هنا كعشرات الفلسطينيين غيري".

ويشهد مصلى باب الرحمة منذ أيام، اعتداءات واسعة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، بدأت باقتحامه وقطع أسلاك الكهرباء عنه ومنع حراس الأقصى من الدخول إليه، بالإضافة إلى تحطيم وسرقة محتوياته.

تتساءل المرابطة، ما الذي أزعجهم في ساتر خشبي يفصل صفوف الرجال عن النساء؟ لماذا كسروا أجهزة تقي المصلين الحر والبرد؟ وخزائن المصاحف وتمديدات الكهرباء؟ تكتم غيظها وتجيب "بالتأكيد لإفراغه من المرابطين وقمع الناس".

وتتفق معها مرابطة أخرى بالقول إن هدف الاحتلال كسر قلوب الناس وتحديداً المصلين، يريدون التذكير ببشاعتهم في كل آن، يريدون ترهيب الناس ومنعهم أداء طقوسهم الدينية.

تروي شهادتها "أتيت أمس لصلاة الظهر، شاهدتهم بعيني يقطعون أسلاك الكهرباء ويمزقون الستائر بكيد شديد، قلبوا طاولات القرآن الكريم واعتدوا على كل ممتلكات المسجد".

وتزيد بأن لا شيء يؤثر عليهم لتبرير أعمالهم ضد الفلسطينيين والمقدسات، لكن هدفهم الأساسي استفزاز وقمع، ومحاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني.

من الجدير ذكره، أنه في فبراير/شباط من عام 2019 أغلق الاحتلال البوابة المؤدية لمصلى الرحمة بسلاسل حديدية، ما فجر الهبّة الشعبية التي انتهت بإعادة فتح المبنى أمام المصلين باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأقصى، ليحققوا انتصاراً عرف حينها بـ "هبة باب الرحمة" تمكنوا خلاله من فتح أبوابه الصلاة فيه بعد 16 عاماً من الإغلاق.

وتعقيباً على الأحداث، يرى الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص بأن الاحتلال باعتداءاته معركة التقسيم ولا مفر اليوم إلا بإعادة تأهيل كل ما خرّبه في باب الرحمة.

ويشير إلى أن ما يشهده المصلى اليوم هو إصرار على التقسيم المكاني انطلاقاً من الساحة الشرقية عبر تهميشها، مرورا بإغلاق المبنى بقرار قضائي بداية عام 2003 ثم بالتركيز عليه خلال اقتحامات المتطرفين ومنع المصلين من دخوله.

كاريكاتـــــير