شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م07:52 بتوقيت القدس

مبادرة خيرية بدعم فاعلي خير..

"العطاء" غزة.. و"بنك الطعام" يشهَد

29 مارس 2023 - 12:54

قطاع غزة:

"ماذا ستطبخون اليوم؟"، سؤالٌ عاديٌ يُطرحُ مرارًا أمام الطفل "محمد" الذي يعيش ظروفًا غير عادية! في المدرسة يتهامس الصغار حول مائدة الإفطار التي أعدتها أمهاتهم بالأمس، ويبقى محمد صامتًا ففي البيت لا شيء تطبخه أمه!

والدته الثلاثينية، تسعى على أولادها الخمسة، وزوجها المريض. هكذا، ولوحدها في هذه الحياة، تُعافرُ لجلب المؤونة، وتوفير احتياجات الصغار، تعمل في تنظيف بعض البيوت "على الطلب"، فتنفق كل ما تحصّله على أدوية زوجها، وطعام أبنائها، "وحتى هذه، صارت صعبة جدًا" تقول لـ"نوى".

في كثيرٍ من الأحيان، لا تجد السيدة شيئًا في البيت تطبخه "حرفيًا"، وعندما جاء رمضان بدا الحِمل على قلبها أثقل، لولا أن جارةً لها أخبرتها عن مبادرةٍ خيرية انطلقت في غزة منذ عام، بعنوان "بنك الطعام الخيري"، تستطيع من خلالها الحصول على طعام الإفطار، وتوفير باقي أجرها -المتقطّع- لمتطلبات عائلتها الأخرى.

ومبادرة "بنك الطعام الخيري"، انطلقت قبل عام على كاهل مجموعةٍ من النساء اللواتي تطوّعن لطهو الطعام، وتوزيعه بالمجان على الأسر المتعففة في مدينة غة، خلال شهر رمضان المبارك.

تجتمع المتطوعات (وعددهن ست) طوال الشهر الفضيل منذ ساعات الصباح الباكر، مؤمنات بكل المعاني العظيمة لفعلهن البسيط "التكافل"، "فهذه مساحتنا للمساهمة بإسعاد الناس وسط كل الظروف الصعبة التي تمر على المحاصرين في القطاع" تقول المشرفة على المبادرة صابرين سلامة.

ووفق صابرين، تعتمد المبادرة على التمويل من أصحاب الخير، بعيدًا عن أي حزب أو مؤسسة، فيما يبقى باب التبرعات مفتوحًا طوال العام لضمان استمرارية العطاء|، أما عن الجهد فهو خالص من مجموعة نساء يعملن على مدار ثلاثين يومًا متواصلة في رمضان، وكل جمعة من باقي الأشهر.

وتتنوع الأطعمة التي تُطهى للناس، وتوزّع قبل الإفطار، بين الأكلات الشعبية والفلسطينية، التي تُطهى باللحم، وأطباق أخرى شهيرة، تُقدّم للناس كالملوخية، والبازيلاء، والبامية، وغير ذلك.

ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من المبادرة (والحديث لصابرين) 120 في مدينة غزة، بينما اتسع نطاقها هذا العام ليشمل 80أسرة أخرى شمالي القطاع، مضيفة: "توسعنا هذا العام لشمالي المدينة، ونستقبل مناشدات الأسر المتعففة عبر فيسبوك، كما نقدم الطعام أيضًا لمستفيدي الشؤون الاجتماعية".

"العمل شاق، لكنه يهون أمام فرحة المستورين"، تقول سائدة أحمد (49 عامًا)، وهي إحدى المتطوعات في المبادرة، مردفةً بالقول: "لا أتوانى أبدًا عن بذل أي جهد لإسعاد الناس، فهذا ما أستطيع تقديمه لتعزيز مبدأ التكافل الذي نحن بحاجته تحت الظروف القاسية، التي تدهسنا جميعاً في غزة".

وتعمل سائدة مع زميلاتها، دون أن تتقاضى أي مبلغٍ مالي، بل وتتفق معهن على بذل أقصى الجهد لتوفير أجود الأطعمة للمتعففين، وسط حصارٍ إسرائيليٍ فُرض على الناس قبل 17 عامًا، من أبرز نتائجه ارتفاع نسب البطالة إلى 56%.

كاريكاتـــــير