شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م01:22 بتوقيت القدس

المشغولات اليدوية.. سبيل رزقٍ لأيتام وأرامل

29 يناير 2023 - 23:54

شبكة نوى، فلسطينيات: قطاع غزة:

"صنعت مكتبًا وأثاث غرفة نوم بشكل محترف، فعلتُها ولم أكفُّ عن تأملها وتذكر كل خطواتي وبدايتي فيها.. اسمي صلاح المصري وأنا سعيد بهذه التجربة".

يبلغ صلاح الـ 18 عاماً من عمره، هو ابن معهد الأيتام الذي يقع في مدينة غزة تخرج منه وعاد إليه متدرباً في أحد البرامج التي تمكن الأيتام والنساء الأرامل اقتصادياً، عن طريق تعليمهم صناعة المشغولات اليدوية. 

يقول الشاب إنه تعلم صنع المشغولات الخشبية بأشكال متنوعة ومتعددة برفقة عدد من زملائه، بل إنهم أتقنوا صنعها بطريقة احترافية عن طريق استخدام أدوات النجارة البسيطة.

ويضيف "تخرجت من معهد الأيتام وعمري 18 عاماً، لكنني لم أتردد بالعودة إلى تعلم حرفة صناعية وفر المعهد فرصتها ضمن برنامجاً لتمكيننا اقتصادياً والمساهمة في إيجاد فرصة عمل". 

ينطلق صلاح بالعمل في النجارة من شغف اكتشفه خلال مدة البرنامج، وجد نفسه يصنع الأثاث المكتبي والمنزلي وغرف نوم ومكاتب صغيرة وكبيرة، وهل يوجد أحلى من هذا؟ يسأل نفسه ويجيب "بالطبع فرصة ممتازة غنية بالتجربة والمتعة".

واهتمامه بها ليس لهذين السببين فقط، بل وجد فيها فرصة وفيرة للاعتماد على نفسه في تحسين وضعه المادي دون سؤال الآخرين، إذ يطمح بافتتاح ورشة خاصة به ليتمكن من صنع الأعمال وعرضها للبيع للتغلب على الفقر والبطالة التي تعيش غزة رهينة لهما في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 17 عاما.

"يا سلام! الله يكثّر من هذه المشاريع" كلمات جاءت على لسان أسماء ماضي 42 عاماً وهي تجدل الخيطان الملون لتصنع منها "المكرميات"، فهذا نوع من أنواع المشغولات التي تعلمت صنعها ضمن البرنامج ذاته في معهد الأيتام، بمشاركة نساء أخريات من الأرامل.

والمكرمية هي عبارة عن تجميع للخيوط تسير بطريقة مجدلة، تلتف حول بعضها اليوم بيد صانعها، تصنع منها المعلقات التي تستخدم لزينة المنازل والمساند والستائر بأشكال جذابة.

تقول أسماء إن هدفها من الالتحاق في البرنامج والتدرب على صنعها، لتحسين مدخولها المادي بالدرجة الأول، إنه أمر جميل أن تنتج رزقك بيدك، تدعم نفسك وأسرتك وتفرغ طاقتك في عمل يحسن من صحتك النفسية أيضاً – تضيف -.

تلفت أن هذا النوع من المشغولات يلقى رواجاً في غزة، يستحوذ على إعجاب النساء برغم أن القطعة الواحدة تأخذ مجهوداً ليس بهيّن، إلا أنه يهون عندما تسمع عبارات التحفيز والمزيد من الطلبات من قبل الزبائن.

من جهتها، تتحدث نجلاء الغلاييني وهي عضوة مجلس الإدارة في معهد الأمل للأيتام بأن عدداً من النساء الأرامل والشباب الأيتام تدربوا ضمن مشروع "تمكين اليتيم" في دورات بالمركز الثقافي بتمويل خارجي.

تنوعت أنشطة التدريب وفق الغلاييني، لتشمل الخياطة والتطريز وصنع المكرميات والتجميل والصناعات الغذائية، لتمكين النساء اقتصادياً ودعمهن من أجل الاعتماد على أنفسهن بالعمل.

ولم يكتف المعهد إلى هنا، بل بعد انتهاء أمهات الأيتام المستفيدات من البرنامج والشباب من صنع المشغولات يتم تأمين مكان خاص بهم لعرضها للبيع أمام الزبائن، إذ يعتبر أن تسويق منتجات الأيتام الدولية هدفاً له ليمكنهم ويلبي احتياجاتهم دون الاعتماد على المعونات والمساعدات الخارجية – بحسب الغلاييني -.


ويبلغ عدد الأيتام في غزة أكثر من 20 ألف من بينهم 13 ألف تلقوا الخدمات من معهد الأمل للأيتام.

كاريكاتـــــير