شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م17:00 بتوقيت القدس

في مهرجان (حول العالم مع يا هلا)

غزة.. أطفالٌ يسافرون لعشر دول عبر "معهد الأمل"

02 مارس 2023 - 12:31

شبكة نوى، فلسطينيات: قالت "إنها تريد المشاركة في دعم الأيتام بغزة"، ولهذا حضَرَت ياسمين برفقة زوجها وأطفالها إلى معهد الأمل بغزة؛ للمشاركة في مهرجانها السنوي، الذي حمل هذا العام عنوان (حول العالم مع يا هلا).

مدرسة وروضة "ياهلا" النموذجية الخاصة، وهي أحد مشاريع معهد الأمل للأيتام، قررت هذا العام، كسر حصار أطفال غزة، غير القادرين على السفر إلى الخارج، بنقل جزءٍ من العالم إليهم هنا، من خلال فقراتٍ مميزة، نفّذها أطفال المدرسة، وبازار تراثي ثقافي، أقيم على هامش المهرجان، الغرض منه دعم أيتام المعهد ماليًا.

تعقب ياسمين: "أنا وأطفالي لم نغادر غزة. أنا سعيدة جدًا فأطفالي بدأوا يتفاعلون مع الفكرة"، متابعةً وهي تضحك: "بعد أن شاهدوا زاوية الهند، طلبوا مني أن آخذهم إلى هناك لركوب الفيل".

كان من ضمن فقرات المهرجان، فقرة جمعت بعض الطلبة ممن ارتدوا أزياء الدول المختلفة: تركيا، ومصر، وسوريا، والكويت، والهند، وماليزيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأمريكا، والمغرب، وكل واحدٍ منهم، كان يلقي بعبارةٍ تتناسب ولهجة الدولة التي يمثلها، إما كترحيبٍ بالجمهور، أو كمشهدٍ تمثيلي يجمع بين أكثر من طالب، بنفس اللهجة.

مديرة المدرسة مها نبهان، تحدثت للجمهور عن الفكرة، وقالت: "نحاول في كل عام أن نخلق نوعًا من التغيير في الأفكار للفعاليات السنوية، وهذا العام، فكرنا في إطلاع أطفال غزة المحرومين من السفر على ثقافات العالم، من خلال هذه الفعالية"، مشيرةً إلى أنهم اختاروا 10 دول للتعريف عنها، موقعها الجغرافي، ولهجة أهلها، وأشهر مأكولاتها، والصناعات التي تُعرف بها، "ولو استطاع كل طفل حفظ معلومة واحدة عن كل دولة، فنحن هكذا حققنا الغاية من الفعالية".

بعد افتتاح المعرض أمام الحاضرين، وقفت ياسمين وأطفالها أمام زاوية "سوريا"، التي ضمت العديد من المنتجات والأطعمة التي تحمل ثقافة أهل الشام: حمص الشام، وبلح الشام، وشراب التمر الهندي، و"اليبرق" (ورق العنب)، بالإضافة إلى صناديق الأرابيسك، التي تشتهر الشام بصناعتها يدويًا، معروضة للبيع بأسعارٍ في متناول اليد.

تضيف: "جميلٌ جدًا أن نشعر بأننا قدمنا شيئًا لهذا الصرح الذي يهتم بفئة مهمة جدًا من فئات المجتمع الفلسطيني. شيقل أو شيقلان، وحتى خمسة، لن تضرنا، لكنها ستفيد عشرات الأيتام هنا".

أطعمة، وحلويات، وعصائر، وبهارات، وأزياء تختص بها كل دولة من دول العالم، هنا الأهرامات وأبو الهول، وهناك المسفن الفلسطيني، والخيمة البدوية، وهناك أطفالٌ يؤدون الدّحية، وهذا مجسم لبرج إيفل، وآخر لتاج محل، وملابس للفراعنة، والهنود الحمر معروضة على الجدران، وتمر الكويت وقهوته، والكثير من معالم الثقافات المتباينة، التي كُتب على أطفال غزة أن يحرموا من التعرف عليها بحكم الحصار المفروض منذ ما يزيد على 17 عامًا.

أمام زاوية دولة ماليزيا، كانت تقف المرشدة هديت الثلاثيني، تعرف الزوّار بالدولة، وما تشتهر به من أطعمةٍ وعصائر، وفي ذات الوقت تقدم عصير الجزر الطازج للحاضرين مقابل شيقل واحد للكوب، بينما تقف زميلتها أمام عرائس بلاستيكية جميلة، زُيِّنت بقطعٍ من الحلوى، ويافطة تتحدث عن الدولة، وأهم مبانيها.

تقول هديت لـ"نوى": "ماليزيا من الدول التي تدعم القضية الفلسطينية، ومن المهم أن يتعرف أطفالنا على ثقافتها وتاريخها، وهذا ما نحاول التعريف به هنا".

أما عندليب، فكانت تقف أمام زاوية المغرب، تواصل صناعة المفتول المغربي ومن خلفها صور تعريفية بثقافة المغرب وأزيائها، ومقابلها تمامًا كانت تقف علا أبو عرب، كمرشدة للزاوية الهندية، تتحدث للعابرين عن السمبوسك، والبهارات الهندية الحارية، والتماثيل الملونة التي تشتهر بها الهند، إضافة لخيمة مزينة بالشيفون وعقود الأزهار ذات الألوان الزاهية.

في جانبٍ آخر كانت إيمان برزق معلمة اللغة الإنجليزية، تعدُّ الكريب، والبان كيك، بينما تزين عدة أنواعٍ من المعجنات طاولتها، ومن خلفها على الجدار صورة لبرج إيفل، ومجسم شبيه، للتعريف بالثقافة الفرنسية.

تقول: "لعدة أيام سابقة، بحثنا عن معالم كل دولة، وأهم أكلاتها، وثقافتها، وبدأنا نعد العدة لتجهيز كل ما يمكنه أن يساعدنا في إيصال رسالتنا اليوم".

هناك كانت إيطاليا، والكويت، وسوريا، والهند. يقف الأطفال وعائلاتهم أمام كل زاوية، يشترون بعض المأكولات، ويتعرفون على المشغولات اليدوية الخاصة بكل دولة.

المدير التنفيذي لمعهد الأمل للأيتام، إياد المصري، يرى أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة فعالياتٍ تقوم بها المدرسة، من أجل تعريف الطلبة بثقافات المجتمعات الأخرى، لا سيما أن أطفال فلسطين محرومين من السفر بسبب الحصار، باستثناء قلةٍ يتمكنون من ذلك.

وتابع: "نريد أن نبعث رسالةً للعالم، مفادها أن أطفال فلسطين لهم الحق كغيرهم من الأطفال في العالم من التنقل بحرّية، وبدون أي قيد أو شرط، والحق بالعيش بحرية وأمان"، مضيفًا: "كما أنها تأتي في إطار الدعم النفسي لطلاب المدرسة، في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة".

بين الطلبة كان عددٌ لا بأس به يرتدون أزياءً مختلفة، قفطان مغربي، وملابس أرطغرل، والساري الهندي، والثوب المطرز، والجلابية المصرية، والعباءة الكويتية، وغير ذلك.

يسأل طالب صديقه عن الزي الذي يرتديه، فيخبره بثقة: "هذا زي الجزائر"، بينما تمر من قربهما أخرى ترتدي الزي الفرعوني، وتتحدث مع صديقاتها بلكنة مصرية خالصة، بينما تقف ثالثة مع زميلها، وكلاهما يرتديان ما يعبر عن الثقافة السورية (ثوب وقبقاب، وطربوشٌ ودماية)، ويتحدثان كما لو كانا بطلين في مسلسل باب الحارة الشهير.

تقول سيدةٌ خمسينية، كانت تزور المهرجان برفقة حفيدتيها: "كثير الأجواء رائعة، والمعهد يستحق الدعم. يا ليت كل فعاليات غزة هدفها سامي مثل هدف هالمهرجان".

كاريكاتـــــير