شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م13:40 بتوقيت القدس

في القدس.. "أصلع" بقرار وطني

17 اكتوبر 2022 - 12:35

شبكة نوى، فلسطينيات: لم يتخيّل الشاب المقدسي "ميسرة"، صاحب قَصَّة "البومبادور" الشهيرة، أنه سيغدو بين ليلةٍ وضحاها "أصلعًا" بقرارٍ شخصيٍ، وفوريٍ، "ووطني إن صح التعبير" يقول لـ"نوى".

يعيش الشاب المعروف بين أصدقائه بوسامته واهتمامه الشديد بهندامه، في مخيم شعفاط شرقي مدينة القدس المحتلة، لكنه كغيره من شباب المخيم، لم يبخل على وطنه بشعره، عندما اتجه برفقة أصدقائه إلى الحلاق، وطلبوا منه حلاقة رؤوسهم "على الصفر" حمايةً لابن مدينتهم "عدي التميمي" (22 عامًا) الذي يزعم الاحتلال بأنه منفذ عملية شعفاط الأخيرة، وأنه "أصلع الرأس".

يضيف ميسرة: "في المخيم لا تكاد تجد شابًا له شعر، الأمر يدعو للفخر فعلًا، فهنا لا قيمة لمتاع الدنيا أمام دماء ثوار المدينة المقدسة".

وكانت مجندةٌ إسرائيلية قُتلت السبت قبل الماضي، وأصيب آخرون في عملية إطلاق نارٍ استهدفت حاجز شعفاط العسكري، ومنذ ذلك الحين يخضع المخيم وأبناؤه لعمليات مداهمةٍ، وتفتيش، واقتحامات مفاجئة، واعتقالات متكررة، بحثًا عن المنفذ الذي عمم الاحتلال أنه كان "أصلع الرأس".

أهل شعفاط كان لهم رأيٌ آخر، فبينما الجنود يجوبون الشوارع، ينادي بعضهم على بعضٍ باسم "عدي"، وكلهم حليقوا الرأس، تمويهًا وعرقلة، "وهو أمر مضحكٌ بالنسبة لمن خبروا وهن الاحتلال، وحقيقته المتخلخلة" يعقب ميسرة، متابعًا: "تصبح عيونهم في وسط رؤوسهم، يتلفّتون يُمنةً ويُسرة بحثًا عن طرف خيط، يقتلهم الخوف من رصاصةٍ، وحتى من أصوات النداء. يخافون من اسم تخيلوا!".

ويقع مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، على مساحة 203 دونمات، في أراضٍ تقع بين قريتَي عناتا وشعفاط، داخل حدود مدينة القدس، والضفة الغربية.

صديقٌ لميسرة رفض ذكر اسمه الحقيقي، واكتفى بقوله "اسمي عُدي"، استلم دفة الحوار باسمًا، وقال: "نحنا هون عباية وحدة (يقصد نسيج متماسك)، بنفدي الثوار بدمنا، بدكم نستخسر فيهم شعورنا؟".

ويكمل: "نؤمن بعدالة قضيتنا، ومشروعية التصدي للاحتلال بأي وسيلة، وحماية الثوار في رقابنا"، موضحًا أن  أهالي المخيم ما زالوا يبتكرون الوسائل التي تجعل الاحتلال في حيرةٍ من أمره عند البحث عن أي فلسطيني".

ويصف الشاب مشاهد صالونات الحلاقة وهي تكتظ بالشبان الراغبين بحلاقة رؤوسهم "على الصفر" بقوله: "الأمر يدعو للفخر والعزّة. هذا لا يحدث في أي مكان في العالم إلا لو كان أهله يؤمنون بقدسية تراب الوطن".

يعود ميسرة للحديث فيؤكد أن سكان المخيم في حالة تأهُّب قصوى، خشية اقتحام المخيم من جديد.

ويختم قائلًا: "الأهالي بعضهم ينامون نهارًا ويحرسون المكان ليلًا، وهذا يحدث بالتناوب"، مطالبًا سكان المخيمات المجاورة بإسناد شعفاط، والعمل على إفشال مخططات الاحتلال فيه بكل ما أتيح لهم من إمكانات.

كاريكاتـــــير