شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م06:47 بتوقيت القدس

القتل كـ"هواية".. (34) طفلًا شهيدًا حتى آب!

30 اعسطس 2023 - 12:09

الضفة الغربية:

"أخوي انحط في الثلاجة" عبارةٌ قاسية قالتها طفلة تبكي شقيقها الطفل الشهيد. حملت صورته ورفعَتها عاليًا بينما كانت تنتظر وصول جثمانه إلى المنزل قبيل دفنه. تُحرك الصورة تارةً نحو صدرها، وتارةً نحو وجهها لتطبع على جبينه قبلة. كانت تحاول تبريد نيران قلبها المشتعلة من آثار الصدمة. "كيف لفارس أن يموت هكذا؟ كيف لهم أن يقتلوا طفلًا؟" تساءلت وهي تبكي.

اسمه فارس شرحبيل أبو سمرة، وعمره 14 عامًا، انتهى عند هذا الرقم. هي صدمةُ ضربت القلوب. احتراقٌ واختراقٌ لقلب طفلةٍ هشّ ملّ سماع أخبار الأسى التي تعيشها بلادها تحت الاحتلال. لا محاولات للترميم، فهذه المرة تسللت الرصاصة إلى رأس شقيقها دون مقدمات. مهما حاولت الهرب، صارت عائلتها هي الخبر! 

قُتِل الطفل في تموز/يوليو من العام 2023، برصاصةٍ إسرائيليةٍ صوّبها جنديٌ مدججٌ بالأسلحة نحو جسد "فارس" النحيل، بينما كان يقف أمام منزله بحي النقار في مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية.

بدت أمه أكثر هشاشةً من شقيقته. حملت قمصانه وطفقت تشمُّ رائحتها، وعدسات الكاميرا توثّق أقسى لحظات تمر عليها في حياتها. "لم أتوقع أبدًا أن أعيش هذا اليوم! انتزعوك مني باكرًا يا فارس، يا ليتك كبُرت وصرت طبيبًا كما تمنيت! يا ليتك عشت بيننا فترةً أكبر! يا ليتك لم تمت يا حبيب أمك!" ودّعته قائلة.

قصص الموت في هذه البلاد لا تنتهي، تحديدًا قصص الأطفال. لا حماية ولا أمان، ولا أسهل من ممارسته كهواية من قبل جنود الاحتلال الذين يتلذذون بعذابات الناس وآلامهم. ففي العام الجاري قُتِل 34 طفلًا فلسطينيًا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حتى 22 أغسطس/آب الجاري بحسب "هيومن رايتس ووتش".

وفي بيانٍ لها، قالت المنظمة الدولية "إن عامي 2022م، و2023م كانا أكثر الأعوام دمويةً على الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 15 عامًا، بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي". غير أنها وثقت أربع عمليات إطلاق نار تسببت في استشهاد أطفالٍ فلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2022م، ومارس/ آذار 2023م.

ورصدت "هيومن رايتس ووتش" "إطلاق قوات الاحتلال النار على الجزء العلوي من أجساد الأطفال، دون إصدار إنذارات أو محاولة استخدام وسائل شائعة أقل فتكًا، في جميع الحالات". كما أوردت في تقرير لها بأن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت أنه منذ ديسمبر/ كانون الأول 2021م، أصبح مسموحًا إطلاق النار على الفلسطينيين في حال إلقائهم حجارة أو زجاجات حارقة مهما كانت أعمارهم.

كاريكاتـــــير