شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م06:42 بتوقيت القدس

حصار وخرابٌ ممتَد.. "نشقى من أجل البدائل"!

26 يوليو 2023 - 12:50

قطاع غزة:

"الإنسان يذوب، كيف تطلبون من الأشياء أن تتماسك في هذا الحر؟" تساءلت صفاء متهكمةً في حوارٍ صباحي شاركتها فيه صديقتها آلاء. "إنه خرابٌ ممتد" تعلّقُ صديقتها التي أسهبت في ذكر "المصائب" التي أفرزها الحصار: "فواتير المولدات البديلة عدا عن الفواتير الأساسية، والحرّ الشديد، وانقطاع المياه (..) إنه أسوأ ما يمكن للإنسان عيشه في غزة".

تلتمس مأساة الناس في قصّة "الفواتير" هذه؛ في الشوارع وسيارات الأجرة وفي المقاهي والمنازل. صارت محور الحديث لا هامشه. هي وليدة الحصار الإسرائيلي الذي بدأ بقصف محطة التوليد الرئيسة عام 2006م، ليصبح "وصل الكهرباء" إلى المنازل استثناء! جدول وصل بساعاتٍ محدودة، وسط شعورٍ عامٍ بالعجز، وانقطاع السبل للحل في ذات الوقت.

امتدّت الأزمة ليبلغ عمرها 17 عامًا، بذل خلالها الفلسطينيون بغزة أقصى محاولاتهم من أجل حلها، والتعايش مع قلة ساعات وصل الكهرباء. العودة إلى الشموع، ثم بطاريات الليد، وآخرها الاعتماد على "المولدات البديلة" الكبيرة، التي تغذي مناطق واسعة مقابل 4 شيكل لكل كيلو واط. 

في الوضع "الطبيعي" يتم وصل التيار الكهربائي لـ8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات فصل، بقيمة نصف شيكل للكيلو واط الواحد، "لكن في الصيف يختلف الأمر" تقول آية إدريس. إذ يتقلّص إلى 4 ساعات، وفي أحسن الأحوال 6، ما يجعل الناس تعتمد أكثر على طاقة المولدات، التي تسبب لهم "الصدمة" عند وصول الفاتورة.

تضيف: "في الحر الشديد تتحول المنازل إلى أفران، لا أفكر بالفاتورة. أفكر بكيفية إنجاز مهامي اليومية والتخفيف من نار الجو على أبنائي، لكنني أصطدم برسالةٍ قيمتها مرتفعة جدًا فترتفع درجة حرارتي من الهم".

"ليست واحدة ولا اثنتين" تتابع آية، وتكمل: "فاتورة مياه، يقابلها تكاليف شراء مياه لعدم وصول الأساسية للمنزل، فاتورة كهرباء، يقابلها أخرى للمولد تكون مضاعفة".

"هذا الوضع قائمٌ في معظم منازل القطاع" يعلّق ضياء شحادة، ويقول: "مهما حاولتُ الاختصار والتوفير، تصل الفواتير مرتفعة، لا جدوى! وأحيانًا أقول لنفسي إنني لن أهتم بقيمتها. وما قيمة المال عندما أبحث عن مياه باردة ولا أجدها، فأرى الثلاجة كما "الخزانة" لعدم وجود حرارة. عندما أُمسك هاتفي فينتهي شحن البطارية، وكذلك اللاب توب. عندما أذوب من الحر فأُشغل المروحة لأُبرد جسدي فيغلي دمي وأنا أفكر في الفاتورة التي ستصل مضاعفةً بعد عدة أيام".

في قطاع غزة لا يكف الناس عن التذمر، في التاكسي يقول أحدهم "وصلتني فاتورة المولد 200 شيكل، وآخر 300 وراتبه الأساسي 1200 شيكل". يلعنون ظروف هذه البقعة وحصارها وأسباب ولادة الأزمة. يحاولون البحث عن بدائل للعمل؛ لتسديد ثمن "بدائل" أزمات الحصار، تمضي أعمارهم في الشقاء لأجل البدائل، يدركون أنهم شابوا في عز شبابهم، ربّما يصلح اسمٌ لمسلسل! "شباب شائب" يضحك أحدهم قائلًا، فيجيبه آخر "مرحبًا بك في غزة".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير