شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م06:42 بتوقيت القدس

"ترمسعيا".. فريسةٌ لنيران المستوطنين

22 يونيو 2023 - 13:38

رام الله:

منذ بداية العام، كانت ألفت عبد الحليم تحسب الوقت بدقة. مرّت أشهر ثم أسابيع وصولًا إلى الأيام حتى حانت لحظة الوصول إلى فلسطين بعد غياب سنوات، إنها المرّة الأولى التي سيزور أطفالها بلادهم قادمين من الولايات المتحدة الأمريكية لقضاء عطلة الصيف، هنا.. في منزلهم الذي يقع ببلدة "تُرمسعيا" شمالي رام الله.

حُلمٌ بريء تحوّل إلى كابوس بعد وصولهم بأيام، عندما انقضّ مئات المستوطنين على الناس وممتلكاتهم. هاجموهم بالضرب، وحرقوا المنازل والمركبات والمحلات التجارية.

تقول: "صدمت باتصال من أطفالي بينما كنت في زيارة للطبيب في رام الله، يخبرونني بأن المستوطنين يرمون قنابل حارقة باتجاه البيت"، مضيفة: "لم يعرفوا كيف يتصرفون حتى هرعوا إلى الطابق الأرضي في منطقةٍ ظنوا أنها محصنة قبل أن ينقذهم الجيران. ساعاتٌ من الرعب جعلتهم يدركون معنى العيش تحت نيران الاحتلال".

وتزيد: "منزلي الذي كان يشعّ بالحياة تكسوه الأشجار من هناك وهناك، صار كومة من الخراب، فلم يعد باستطاعتي المكوث فيه بسبب المستوطنين".

تمتاز بلدة "ترمسعيا" بتنوّع تضاريسها بين الجبال والسهول، ومبانيها التي تجمع بين الأثرية والحديثة، كما يعمل معظم سكانها بالزراعة، وتحديدًا "الزيتون والعنب"، لدرجة أن البعض يطلق عليها اسم "أرض العنب"، ويوجد فيها أيضًا آثار تاريخية ورومانية جعلتها مطمعًا دائمًا للاحتلال ومستوطنيه، الذين ينفلتون على السكان بأي وقت، ويهاجمونهم.

يخبرنا أسامة عبد العزيز عن لحظة الهجوم الأولى، حيث كان يجلس مع أطفاله في وقت الظهيرة يخططون لرحلةٍ سريعة، لكن أصوات النار التي انطلقت فجأة، والحجارة التي انهالت على المنزل كسرت أمنه وأمانه. يقول: "حملتُ أطفالي وانطلقت إلى أكثر غرفة تبعد عن الاستهداف لمدة نصف ساعة، هكذا حتى فزع الأهالي وأنقذوا العائلة".

وأوضح بأنهم استطاعوا الخروج من نافذة خلفية للمنزل، وحين عودتهم بعد انسحاب المستوطنين وجدوا جزءًا منه قد احترق، وكذلك السيارة، صارت رمادًا بالكامل.

وبحسب رئيس البلدية لافي أديب، فإن نحو 400 مستوطن هاجموا "ترمسعيا"؛ ما أدى إلى إصابة 12 فلسطينيًا بالرصاص الحي، وإحراق 30 منزلًا وأكثر من 60 مركبة.

وطالب أديب في تصريحات صحفية، المجتمع الدولي، بضرورة توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، خصوصًا في البلدة التي تحيطها "إسرائيل" بعدد من البؤر الاستيطانية، وتتعرض بشكل يومي لاعتداءات المستوطنين وتنكيلهم.

كاريكاتـــــير