شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م12:02 بتوقيت القدس

العدوان على غزة.. "كل يوم قصة"!

08 ابريل 2023 - 00:52
بعدسة: مجدي فتحي
بعدسة: مجدي فتحي

قطاع غزة:

نحن غارقون في المأساة. هذا هو الواقع، بل يزداد سوءاً حين تسمع طفلة صغيرة تحدث صديقاتها كيف نجت من القصف! كيف اختلطت ألعابها بدمار منزلها جرّاء قصف إسرائيلي استهداف أرض مجاورة. عدوانٌ لا يستطيع أحد لجمه، يسحب الفلسطينيين نحو هوّة عميقة إلى الحزن في كلّ مرة يقرر الاحتلال ذلك!

تماماً هذا ما حدث مع عائلة أبو نعمة التي تسكن حي التفاح شرقي مدينة غزة، استيقظت مفجوعة من حجم الضربات ليلة السابع من نيسان/أبريل. وظنت أمل أن أمها ستوقظها لتناول وجبة السحور كعادة الناس في رمضان، لكنها استيقظت لتصرخ دون وعي، وكأنها تعيش فيلم رعب.

بدأت قوات الاحتلال عدوانها على غزة بذريعة إطلاق رشقات صاروخية من لبنان تجاه مستوطنات الجليل الأعلى، حمّلت على إثرها حركة "حماس" المسؤولية، وقررت قصف لبنان وغزة، لكنّ الأخيرة ستكون الحسبة فيها "أعنف وأقسى" حسب وصفهم.

وعند الثالثة فجراً، نالت "أبو نعمة" نصيبها من الذعر! يقول بلال وهو ربّ الأسرة "إن القصف كان أشبه بالزلزال، استهدف أرضًا زراعية مجاورة لمنزله، لكنه خلّف دماراً هائلاً، لم يعد ير أمامه من الغبار والرمال المتطايرة في الأجواء".

ويضيف "خفت على أطفالي، ظننت أننا آمنين في منزلنا، لم ندرك هول الحدث في البداية، كأن الاستهداف مباشر علينا وليس على الأرض التي انقلبت فوق منزلنا وحاصرنا دمارها".

لا يصدق الرجل أنه نجى، يتأمل مع صغاره مكونات منزلهم، لا شباك على حاله ولا زجاج سلم من القصف، الألعاب تطايرت إلى السطح وبعضها دفن تحت الركام. حتى السيارة التي حلم بها ابنه، لم تسلم. فدفنت تحت الرمال أيضاً! 

"حتى الدجاج استهدفوه"! جملة استنكارية وردت على لسان أبو عبدالله السوافيري وهو صاحب مزرعة دواجن دمرت بسبب القصف أيضاً.

يقول إنه في كل مرة يحدث تصعيد يخشى على مزرعته، فالاحتلال يتعمد دائماً ضرب الاقتصاد الفلسطيني والبنى التحتية؛ للجم محاولات العيش أو "التعايش" تحت الحصار.

ويزيد "كل يوم قصة، كل يوم مأساة. حتى الحلم بأن تتحسن الأحوال بات ممنوعاً، ليس أسهل من أن يوقظك صاروخ هزّ منزلك بصورة عنيفة".

وبلغت خسائر السوافيري نحو 50 ألف دولار أمريكي، كما نفقت أكثر من 10 دجاجات بسبب القصف.

من جهته، قال عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بغزة ومسؤول اللجنة الإعلامية حسام الحويطي، "إن القصف الإسرائيلي تسبب في إلحاق خسائر فادحة بالقطاعات الاقتصادية المختلفة، وفي مقدمتها قطاع الزراعة والتجارة".

وأشار الحويطي إلى تعرض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وعدد من مزارع الحيوانات والطيور للدمار، وتكبد أصحابها خسائر فادحة، موضحاً "أدى التصعيد إلى تراجع حاد في الحركة التجارية، وحال دون تمكن شريحة واسعة من المزارعين من الوصول الى أراضيهم".

وحذر الحويطي من مغبة استمرار العدوان وتأثيره السلبي والكارثي على القطاع الاقتصادي والتجاري في قطاع غزة بكل مكوناته، لاسيما وأنه يعاني أوضاعاً كارثية على مدار السنوات الماضية، داعياً الجهات المسؤولة والحكومة الى الشروع فوراً بحصر الخسائر والعمل على تعويض المتضررين.

واتهم الاحتلال بتعمد استهداف القطاع الاقتصادي وخصوصاً الزراعي خلال حروبه وعدوانه بهدف تعميق معاناة المواطنين وضرب الاقتصاد الفلسطيني.

كاريكاتـــــير