شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م06:39 بتوقيت القدس

ويمكن أن تصير "الطحالب" مقومًا للصمود في "يطا"

28 فبراير 2023 - 08:44

الخليل:

"كراعٍ للماشية في فلسطين، عليك أن تكون جاهزًا دومًا لأي سيناريو. أنت حرفيًا هدف ثمين في أعين المستوطنين، وكل ما معك يجب أن يصبح ملكهم" قصةٌ قصيرةٌ ومختصرة، لوجعٍ عميقٍ، وغصة كبيرة تخنق قلب الراعي جهاد النواجعة (55 عامًا)، أحد أبناء قرية "يطا" إلى الجنوب من مدينة الخليل.

يقول جهاد: "إذا سهوتُ عن أغنامي قليلًا، سأجد بعضها وقد وقع في فخٍ نصبه المستوطنون لها، يأخذونها على عيني، ويهربون بها إلى بيوتهم التي أقاموها على أراضينا وهم يضحكون".

يقاتل جهاد من أجل الحفاظ على أغنامه بعيدًا عن أعين اللصوص (المستوطنين)، وبينما لم يعد في أراضي المنطقة متسعٌ أو أعشابٌ للرعي، لم يكن أمامه سوى البحث عن حلولٍ لإطعامها حتى وصل إلى "طحالب الأزولا".

يضيف: "كانت خيارًا جيدًا، فالأغنام مصدر رزقي أنا وعائلتي، وفرص رعايتها هنا قليلة، ومليئة بالتحديات بسبب الاحتلال".

منذ سنوات، يلاحقه الاحتلال في عمله، يفرض عليه إجراءات تعسفية لمنعه من رعي الأغنام في الكثير من الأراضي، ويطلق عليه مستوطنوه الذين لا حد لسرقاتهم، فيعتدون عليه وعلى الأغنام، لكنه رغم كل ذلك لم يستسلم.

يعقب: "المساحة المتبقية من أراضي "يطا" تبلغ 20٪ فقط، وذلك بعد مصادرة مساحات واسعة لصالح مشاريع الاستيطان"، مردفًا: "كذلك أسعار الأعلاف مرتفعة جدًا، إذ لا أستطيع تلبيتها كباقي الرعاة هنا، فنحاول البحث عن بدائل أخرى للمحافظة على حياة مواشينا". 

وبحسب جهاد، فإن طحالب "الأزولا" تحتوي على نسبة بروتين تزيد على 35%، بمعنى أنها بديل جيد عن الأعلاف التي لا تقل نسبة هذا العنصر فيها، وبفعلها استطاع دعم ما نسبته 30 بالمئة من حاجة المواشي للغذاء، حيث زرعها على مساحة 150 مترًا مربعًا.

وباستخدام الطحالب، لم يلغ جهاد استخدام الأعلاف بالطبع، "إلا أنها مُجدية بتخفيف التكاليف المادية، كما أنها سبيل جيّد لمحاربة الاعتداءات الإسرائيلية، وأحد مكونات الصمود التي تدفع للاستمرار بالعمل في بيئة خصبة بالأحداث الميدانية، والقتل على أيادي المستوطنين".

كاريكاتـــــير