شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م15:36 بتوقيت القدس

"الحطب" في غزة.. تفضل وشاركنا "الجو"

03 يناير 2023 - 10:25
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قطاع غزة:

يحلو الشتاء برائحة النار! وإن كانت رائحة الحطب أحيانًا نتنة لكنها تُشعِر الناس بالدفء، تحديدًا في قطاع غزة الذي يعيش حصارًا إسرائيليًا منذ 16 عامًا، يتحوّل "الحطب" إلى خيار إجباري، من باب حاجة الناس لاستخدامه عند انقطاع الكهرباء وفي توفير المال! 

في منزل يعود لعائلة عبده شمالي قطاع غزة، يكاد لا ينطفئ كانون الحطب إذ تستخدمه الأمهات للطهو كبديلٍ عن أسطوانات الغاز التي يصل ثمن تعبئتها إلى 70 شيكلًا أي ما يقارب 20 دولارًا، في وقت يصل فيه متوسط الدخل بالقطاع إلى 1000 شيكل تقريبًا/نحو 250دولارًا.

تخبرنا الجدة راضية بأنها تحاول تدبير أمور منزلها المكدس بالأولاد والكنائن والأحفاد، فتضع جدولًا في الشتاء للطهو على الحطب، يسير بالتناوب بين كنائنها وعند انتهائهن يلتقي الجميع في السهرة من أجل السمر.

"مما لا شكّ فيه أن الأمر قاسٍ" تقول، وتضيف "مرغمون على تقبل هذا الواقع والتحايل عليه فليس أمامنا حل، نوفّر المال من أجل احتياجات أخرى ونضع الغاز للأمور الضرورية التي لا نستطيع إنجازها عبر كانون الحطب".

وتتابع حول معاناتها من الدخان الذي ينتج عنه، بأنها تشكو من حساسية العيون طوال هذا الفصل، كما دخانه الذي يلوّث الجو ويكتم على أنفاس صدرها إلا أنها مضطرة! 

واستخدام الحطب في قطاع غزة، لا يقتصر على العائلات المستورة من أجل التوفير، بل إن من يوصف وضعهم بـ "الجيد" يتجهون نحوه، فيخبرنا إبراهيم أبو عجوة إنه اعتاد على هذه الأجواء مع أسرته منذ كان طفلًا.

يشعل كانون الحطب في الرابعة مساءً، تجهز زوجته إبريق الشاي فيلتم الأطفال من حولهم، ثم يتوافد الأقارب من الذين يعيشون في محيط المنزل عندما يشمّون رائحة النار، ولا ينفك الرجل عن دعوة الناس "تفضل وشاركنا الجو".

تبدأ الطقوس بإسراع الأطفال إلى منازلهم لجلب أنواع الخضار المختلفة كالبطاطس والبندورة والبصل من أجل وجبة العشاء! فهذه التي تخلق جو الأُلفة بين المحاصرين خلف أسوار "سجن فلسطين المركزي"، هؤلاء الذين يظنون أن غزة هي عالمهم ولا عالم آخر سوى غزة! 

يقول إبراهيم إن معظم سكان منطقته يفعلون الأمر ذاته، فهذه فرصتهم للوناسة! وعن طبيعة الأحاديث التي يتبادلونها، بالتأكيد عن الوضع العام للبلاد، وعن ذكريات مؤلمة مرّت عليهم، وعن تعجبهم كيف لا يزالون أحياء بعد مرور الموت عن أجسادِهم خلال العدوانات التي تشنها إسرائيل على القطاع في أي آن.

يقاطعه حفيده أمير الذي يعيش منذ تسعة أعوام قائلًا: "قل لها يا سيدي كيف طلعنا عايشين من الحرب الأخيرة والقصف كان جمب دارنا"، مقاطعة قاسية من طفل لم يستوعب في حياته سوى الموت! فيا ليت الحديث ظل عن جلسات "الحطب" وشواء الخضار التي تنتزع حواس المارة فتجلبهم للطبطبة على قلوب بعضهم تحت ويلات الحصار و"الحروب".

 

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير