شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م15:37 بتوقيت القدس

موسم "الجوز" بغزة.."كنافة ومكدوس ومكسرات"

29 نوفمبر 2022 - 10:54
الصورة بعدسة أيمن العمريطي
الصورة بعدسة أيمن العمريطي

قطاع غزة:

إنه موسم الجوز، هنا تُصافح أيادي الشبان بعض القطع النقدية مقابل حصاده وتقشيره. يبتسمون بلطف لبعضهم، ويغادرون إلى حيث لكل قطعة طريقُها.

في موسم الجوز بغزة، يفرح صانع الكنافة العربية، وأم علاء أيضًا! نعم، فهي تستعد لخزن "المكدوس" المشبع بالجوز والفلفل الأحمر وزيت الزيتون.

يسابق العمال شروق الشمس، وينتشر المزارعون بينهم لحصاد ثماره بشكلٍ جماعي، فهذه أشجار "عين الجمل" النادرة في غزة، "ونعتني بها كحبات أعيننا" يقول صاحب الأرض جلال قزعاط.

كذلك يوسف أبو كوشي (33 عامًا). يرى في موسمه فرصة عمل مؤقتة للمزارعين وغيرهم، في ظل انتشار البطالة بقطاع غزة، فهو واحد من "مزارعي المواسم" الذين يساعدون في قطف الثمار.

ويحتاج حصاد الجوز إلى جهدٍ كبيرٍ لطول أشجاره، إذ يعتمد على طريقةٍ محددة، تتم برفقة خمسة مزارعين آخرين.

يقول: "نضطر إلى الصعود على سلمٍ طويل، ونبدأ بضرب أشجار الجوز بواسطة عصى من الخشب، لتبدأ الثمار بالتساقط تباعًا على أرضية مفروشةٍ بالنايلون"، مضيفًا بعد أن أخذ نفسًا عميقًا: "هنا تبدأ عملية تقشير الطبقة الخارجية للثمرة، استعداداً لبيعها في الأسواق".

ستّ أشجار في أرض قزعاط، تتميز بارتفاعها الشاهق! قبل أن يبدأ العمال العمل يستفتحون بتذوق أولى الحبّات للتبشير، "يا سلام ما أطيب طعمه"، وهنا تشرق أسارير صاحب الأرض، فيرافقه السؤال الذي يدفع الجميع إلى الضحك بعد طرحه للمرة "العشرمئة" وفق توصيف أحد العمال: "بس بالله كيف هالجوزات؟".

يتحدث قزعاط عن أن موسم الجوز الذي بَدَأَ في نوفمبر الجارس، جاء هذا العام وفير الثمار، مردفًا بوجهٍ مبتهج: "فوائده كثيرة، للكبار والصغار، فهو له دور مهم في الحفاظ على صحة القلب، وصحة الدماغ، وتأخير الشيخوخة".
ليس هذا فحسب، بل يتناول الناس الجوز بغزة كنوع من المكسرات والمسليات، يأكلونه نيئًا أو يضيفونه إلى العديد من أنواع الحلويات: الكنافة العربية، والمعمول بالجوز والقرفة، وكيك التمر، والتمرية، والبقلاوة، "بل إن كل الحلويات التي يضاف إليها الجوز يصبح طعمها خرافيًا" يزيد الرجل.

وكذلك "المكدوس"، تخبرنا أم علاء أبو دية، التي تُشبع حبات الباذنجان بالجوز وزيت الزيتون والفلفل الأحمر، وتهديه للمحبين والأقارب، وتترك للمغتربين الذين يشتهونه ولا يترددون بطلبه من أي زائر قادم من فلسطين نصيب.

عن زراعته، يوضح قزعاط أنها سهلة، ولا تحتاج إلى مبيدات حشرية أو عناية فائقة. "على العكس تمامًا، أشجّع كل المزارعين على زراعته كونها مجدية اقتصاديًا، كما أن مناخ القطاع مهيأ" يكمل.

ويصف أسعاره بأنها متوسطة وغير ثابتة، إذ لا يتجاوز سعر الكيلو منها 15 شيكلًا، كما أن أصنافه متعددة، فيأتي بعضها على شكل مربع، وبعضها الآخر يمتاز بطول حباته، فيما تتميز حبات أخرى بكبر حجمها. 

كاريكاتـــــير