شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م17:24 بتوقيت القدس

غزة.. "البهية" وسط مآسيها تحتفل بيوم "التراث"

06 اكتوبر 2022 - 12:06

قطاع غزة:

لا تهدأ حيويتها. تثير انتباهنا وسط كل مآسيها، فتقاوم لأجل أن تنفض غبار الدمار عن نفسها. تقيم فعاليةً هنا، وتنصب خيمةً هناك، وتنشر الكثير من صور الفرح عبر عالمٍ لا يعرفها إلا "محاصرةً ميتة".

غزة التي تهب الفرح، خرجت هذه المرة بثوب البادية الأصيل، تعزف على اليرغول، وتغنّي على أنغام الربابة في معرضٍ تراثيٍ كبير أُقيم بمناسبة يوم التراث العالمي.

خيمةٌ على طراز أهل البادية، تزيّنُها "شراشيب" خيطان الصوف المُبهِجة. وبداخلها أهلُها من عازفي اليرغول والعود والشبّابة يزجلون، وراعي بكرجهم على الباب يُحيّي الضيوف والزوار بقهوةٍ مصنوعةٍ على الحطب تفوح منها رائحة الهال (حب الهان).

بالقرب، خيمةٌ أخرى كبيرة، بداخلها العديد من الزوايا التراثية المميزة. نعم، بكثيرٍ من الفرح والحب والبهجة تُحيِي غزة يوم التراث الوطني الفلسطيني، الذي يصادف السابع من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

على "أرض المعارض" بساحة السرايا وسط مدينة غزة، نظمت الهيئة العامة للشباب والثقافة، والمركز الثقافي الماليزي، معرضًا للتراث الفلسطيني لمدة يومين، تخلله مسابقة لأجود المنتجات التراثية.

سجاد يدوي مفروش على الأرض داخل خيام صغيرة تحاكي تراث فلسطين، وبسطات يديرها  أصحاب وصاحبات المشاريع الصغيرة، الذين حاولوا "عصرنة" منتجات التراث لزيادة نسبة الإقبال عليها، هذا غير المأكولات التي تنتزع حواس الزوار، فتجدهم يلبّون النداء "نعم نريد طبق مفتول من هذا!".

في المعرض خصّصت زاوية للمأكولات الشعبية الفلسطينية، كالحمص، و"السماقية" الغزاوية، والمفتول، والزعتر، والسبانخ، وخبز "الصاج"، ومخبوزات الجبن، بجانبها المقلوبة والمسخن والمخللات بكل بأنواعها وأشكالها.

مشهدٌ لم تستطع أمل ابتلاع ريقها أمامه، "ريحة الزيتون، والمكدوس" الذي صنعته هيام لأجل ترويجه في المعرض، فطلبت منها نصف كيلو من كل صنفٍ لديها. 

هيام التي أخذت تجهّز الكمية بكل حُب أخبرت "نوى": "هذه فرصة لا تعوض لترويج منتجاتنا المتواضعة"، مردفةً: "الله وحده يعلم كيف صنعتُه وكم تعبتُ لأجل تقديمه للزبائن هنا بأفضل جودة".

كذلك سوار التي عرضت ما صنعت من "إكسسوارات" عصرية مُطعّمة بالتطريز الفلسطيني كانت هناك. لقد بدت فخورة جدًا بما رتبته على طاولتها الصغيرة، من أقراط وأساور وعقود رتّبتها بعناية فائقة. يمر بقربها زوار المعرض فيبدون إعجابهم، يشترون ويتمنون لها التوفيق في مجالٍ "محبب" قد يشكل بالنسبة لها حلم اليوم وكل يوم.

وتخلل افتتاح المعرض عرض لفرقة الدبكة، التي رجّت المسرح على إيقاع الأغاني الشعبية الفلسطينية، أمام جمهورٍ واسع تجوّل بعدها لمشاهدة الأقسام المتنوعة، التي ضمّت المشغولات اليدوية، والنحاسية، ومنتجات الفخار والصوف، كذلك مشغولات القش، والمعلقات، والأثواب، والحقائب، والدمى.

وحول الجائزة، فإنه من المفترض أن يتم اختيار ثلاثة فائزين بجوائز مالية تتراوح بين 600 و200 دولار أمريكي، بالإضافة إلى دعم مبادرتين من قبل القائمين على المعرض. 

 

كاريكاتـــــير