شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م13:33 بتوقيت القدس

"إسرائيل" تُحدّدُ كمّيات التصدير.. أسماك غزّة مُحاصرة

12 سبتمبر 2022 - 11:11

قطاع غزة:

في صندوقٍ ارتكز على حافة الرصيف في منطقة الميناء بغزة، كانت الأسماك تضرب ذيولها بقوة. ينادي الصيّاد على المارة من زوّار الصباح الباكر: "سمك طازة، لسة طالع من البحر. الكيلو بقد ما بدك، فرصة يا عم فرصة".

ما قاله الرجل ليس "كمينًا" لجذب الزبائن وحسب، فأسعار الأسماك "في الأرض" على حد تعبيره، بعد تحديد دولة الاحتلال لكميات الأسماك الممكن تصديرها إلى الضفة الغربية.

وبحسب الصياد محمد بكر، فإن حاجة المواطنين في غزة للأسماك تتركز على أنواع معينة، ما يجبر الصيادين على تجميد الأنواع الأخرى منعًا للتلف، مضيفًا: "بعض الأصناف التي كنا نُصدّرها للضفة، غالية الثمن مقارنة بوضع الناس هنا، وبعد قرار تحديد الكمية، نجبر على تخفيض سعرها ليشتريها أهل القطاع ولو على حساب خسارتنا".

وتعدُّ تعتبر مهنة الصيد في قطاع غزة من أخطر المهن، كونها تتم على مرأى جنود الاحتلال الذين يتربصون بالصيادين في عرض البحر، فلا يتوقفون عن استهدافهم، وتدمير مراكبهم، وحتى اعتقالهم في بعض الأحيان "حسب مزاج الجنود المدججين بالأسلحة".

الصياد بكر يصفها بـ"مهنة البسطاء"، على خلاف حالها في المدن الساحلية الأخرى حول العالم، ومع الاعتداءات المتواصلة ضدّهم، فإن ظروفهم المعيشية باتت مأساوية. لا دخل ثابت، ولا فرص أوسع للإبحار لأكثر من ٩ أميال وفق قرارات الاحتلال. "يعيشون في مسكنٍ يجمع الأسرة الممتدة، وغالبيتهم يسكنون مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة" يقول.

في السياق، يخبرنا عبد الرحمن العامودي وهو تاجر أسماك، أن قرار الاحتلال بتحديد كميات الأسماك المُصدَّرة سينعكس سلبًا على التجار والصيادين أيضًا، "خاصة بعدما تم إيقاف العديد من الأيدي العاملة بهذا القطاع، لضعف التصدير، واكتفاء الناس بكميات وأنواع معينة".

وببعض التفاصيل، يوضح أن الاحتلال كان يسمح سابقًا بتصدير الأسماك مرتين أسبوعيًا، بشكل مباشر دون أي تجاوزات، إلا أنه أوقف العملية قبل عدة أسابيع لأسباب غامضة، ما أدى إلى توقف عدد من المراكب عن العمل منذ تنفيذ القرار.

وبحسب العامودي، فإن كمية التصدير سابقًا كانت تتراوح بين 100 و150 طنًا شهريًا من جميع الجهات المُصدرة، لكنها اليوم لا تتجاوز الـ 20 طنًا شهريًا، مطالبًا الجهات المختصّة بالضغط على الاحتلال للتراجع عن قراره الذي جاء في موسم الصيد الأكثر وفرة، مقارنةً بأشهر العام. 

ويشرح منسق اتحاد لجان الصيادين بغزة زكريا بكر، أن هناك خمس جهات مختصة لتصدير الأسماك، "وبالتالي، فإن تحديد سلطات الاحتلال لكمية التصدير (20 طنًا شهريًا) يعني أن الجهة الواحدة ستُصدّر طنًا واحدًا أسبوعيًا، وهذا يعني أن الربح من عملية التصدير لن يغطي تكاليف المواصلات حتى" يعقب.

وتصدير الأسماك للضفة الغربية أمر يعدُّه الصيادون تعزيزًا لصمودهم في وجه كل العقبات التي تقف أمام عملهم في بحر القطاع، بسبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يرتفع سعر البيع من 60 إلى 90 شيكل.

ومن أنواع الأسماك التي تصدرها غزة إلى أسواق الضفة: "الجمبري، واللوكس، والفريدي، واللينكاس"، بسبب ارتفاع أسعارها، حيث تفوق القدرة الشرائية للمواطنين في القطاع بسبب الأوضاع الاقتصادية العامة.
من الجدير ذكره، أن "إسرائيل" تتخذ من المساحة البحرية المسموح بها للصيد ورقة ضغط على قطاع غزة، تقلّصها متى شاءت كنوعٍ من الإجراءات العقابية، "وهذا يؤثر سلبًا على الوضع الاقتصادي العام ويكبّدنا خسائر مادية كبيرة" يقول الصياد بكر.

كاريكاتـــــير