شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م03:42 بتوقيت القدس

صواريخ الاحتلال تدفن حب شيماء وأنس وأحلامهما

17 مايو 2021 - 17:53

غزة:

"هذه هي شيماء، عروستي، خطيبتي سبقتني إلى الجنة الله يرحمها"، قالها الشاب أنس اليازجي وهو يتابع انتشال طواقم الدفاع المدني الفلسطيني جثمان خطيبته شيماء من تحت أنقاض منزلها الذي قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية على رؤوس من فيه.

فجر يوم 16 مايو، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على عدة مباني سكنية في حي الرمال غرب مدينة غزة، أسفرت حينها عن العثور على شهداء فورًا إلا أن غالبية أصحاب المنزلين الذين تلقّوا الضربة الأكبر ظلّوا تحت الأنقاض وهو من عائلتي الكولك وأبو العوف، إضافة إلى شهداء من عائلة الافرنجي، هم ابنة عائلة أبو العوف وأطفالها التي كانت في زيارة أهلها.

شيماء أبو العوف "21 عامًا" أو الدكتورة شيماء، كما كان أنس يحب أن يناديها، كونها طالبة متفوقة في كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر، كان يفترض أن تكون على موعد مع زفافها الذي أجّله حتمًا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وألغاه للأبد بعد أن قتلها.

"طلعوها من تحت الأنقاض بتضحك، صرت أضحك وأحكيلها مالك سبقتيني، هيك استشهدتي ورحتي"، قالها أنس مصدومًا وهو ينظر إلى دبلتها التي ما زالت تلمع رغم أن التراب غطّى شيماء بالكامل، وباشر بضحك هستيري من هول الصدمة، فرغم أن عملية رفع الأنقاض تعثّرت بفعل نقص أدوات طواقم الدفاع المدني؛ إلا أنه كان يمنّي نفسه بخروجها حية وإتمام زفافهما.

ظلّ أنس رغم ذلك مشدود الانتباه شاحب الوجه، وهو يقول :"كانت الأمور عادية جدًا، كلمتها في ذات الليلة على الواتس أب، سمعت أول ضربة، سألتها وينك ردت عليا هيني هنا، سمعت أول ضربة قلت لها تخبي ولكن الرسالة ما وصلتها"، إلا أن أنس لم يتوقع لحظة أن يكون بيتها هو المستهدف، وتضيع في لحظة.

يقول :"كان مفروض فرحنا بعد العيد، مجهزين كل شيء، جهزت الشقة مش ضايل إلا العرس وشيماء تيجي، الله يرحمها، الله يرحمها".

في هذه المجزرة، قتل الاحتلال الإسرائيلي 42 فردًا، بينهم 16 سيدة و10 أطفال، في عدوان يتواصل منذ عشرة أيام، مخلّفًا  198 شهيداً في قطاع غزة، بينهم 58 طفلًا و 35 سيدة حتى الآن، ناهيك عن تدمير أكثر من 1500 منشأة  والبنى التحتية والشوارع والمرافق العامة.

الدكتور وليد الحوت، أستاذ شيماء في  الجامعة نعاها على صفحته على الفيس بوك بقوله :"شيماء طالبة في المستوى الثالث حاليًا - مُتحمسة لتجربتها الأولى لمعالجة مريض حقيقي في الكلية حال إجتيازها هذه السنة بعد أسابيع قليلة، ولربما اتفقت مع صديقتها أو قريبها الذي يؤلمه ضرسه أن تعالجه فور تخرجها منها، تمامًا كما أنا كنت شديد الحماس لذلك."

وأضاف الحوت إن شيماء أنهت ثلاث سنوات في كلية طب الأسنان بجد واجتهاد كبيرين، فالتخصص ليس بالسهل، ويحتاج المهارة العملية وقدرة على التحكم باليد ونظرة فنان كما يحتاج الدراسة النظرية والحفظ الجاف.

وختم نعيه :"يبدو أن هُناك مريضًا ما سيبقى يتألم من ضرسه، فشيماء لاقت حتفها اليوم، فقد تم العثور على جثتها تحت أنقاض العمارة التي تقطنها - مع ٢٦ شهيدً - بعد قصفها في ١٦/٥/٢٠٢١ وبقيت لساعات عالقة إلى أن تم التمكن من الوصول لها."

وهكذا، قضى الاحتلال الإسرائيلي على حلم شيماء وأنس بتتويج حبّهما بزواج أبدي بعد خطوبة استمرت عامين، كما قضى على حلمها بأن تصبح ذات يوم طبيبة أسنان ناجحة.

أنس بانتظار العثور على خطيبته

كاريكاتـــــير