شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م16:47 بتوقيت القدس

بين حصار وفقر ووباء..

فلسطينيون من القطاع: "زينة رمضان ملاذنا المبهج"

11 ابريل 2021 - 17:03

غزة:

"رمضان باهت وحزين" تصف آمال محسن شهر رمضان لهذا العام، رمضان الخامس عشر الذي يمر على قطاع غزّة تحت الحصار الإسرائيلي المطبق على أنفاس الناس هنا، حصار وحروب وجولات تصعيد مستمرة، أرهقت أرواح سكّانه وضربت اقتصادهم في مقتل، فكيف هو الوضع مع الحصار ووباء كورونا؟ بالتأكيد سيكون باهت وحزين.

آمال وهي ربّة منزل وأم لسبعة من الأبناء، وجدّة لأربعة أحفاد أيضاً، يعمل زوجها موظفاً بالسلطة الفلسطينية، تقول إنها لم تتردد بالخروج من منزلها لشراء زينة رمضان على وجه التحديد، هذه التي ترى فيها أحد أهم مستلزمات شهر رمضان والتي لا تعتبر بالنسبة لسكان القطاع رفاهية، إنما حاجة وحاجة مهمة جداً.

وتضيف: "هو يعني فقر وحصار وخوف من كورونا وانقطاع للكهرباء والمياه، وفوق هذا هل سنسمح بمرور رمضان من دون زينة وأضواء؟ بالطبع لن أقبل".

تابع/ي أيضًا: فيديو- غزة تتزين لاستقبال شهر رمضان

تتابع أن زينة رمضان هي التي تفرّق بين أيام المحاصرين في القطاع، فأبناءها وأطفالهم ينتظرون هذا الشهر لطقوسه، للمة العائلة وللاحتفاء بالزينة "المتواضعة" ولأبرز طقوس الفرح تحديداً الأطفال.

لا تخفي آمال خوفها من انتشار العدوى "المرعب" حسب وصفها، لكنّها لا تخفي أيضاً تأثير التقنين من الطقوس السنوية التي تقوم بها العائلة من باب الترويح عن النفس وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والنفسية للناس، مشيرة: "لا أحد يموت من الجوع، لكننا نموت من القهر والكبت والضغط النفسي الواقع علينا طوال سنوات الحصار".

وفي سوق الزاوية المشهور بمدينة غزّة، يتجوّل سمير أبو عقلين ليتحسس الزينة ويسأل عن أسعارها، ويتسوق لمنزله أيضاً.

 طقوس لا بدّ منها، يحدّثنا متابعاً "رمضان هذا العام يختلف عن رمضان العام الماضي، فمنع التجول بالتأكيد يؤثر علينا كثيراً ووضع انتشار الوباء لا يسمح بالخروج، فزحمة هنا واكتظاظ كبير هناك".

تابع/ي : صور- الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في غزة

يقول سمير أن الوضع صعب على الجميع، على البائع وعلى المشتري، فهو موظف بلدية يتقاضى ما قيمته 50% من راتبه إذ يرى أنها لا تكفي لشيء، فخلال ساعة واحدة صرف 400 شيكل / 120 دولاراً تقريباً لشراء مستلزمات منزله الأساسية.

ويضيف: "هذا بيت مفتوح، يحتاج للكثير من المستلزمات بين المأكل والمشرب ومواد التنظيف والتعقيم والناس في غزة طبقات، كل عائلة منا تحتفي برمضان قدر إمكانياتها".

عن بهجة وطقوس رمضان، يكمل أن لهذا الشهر طقوس خاصة يحاول توفير أقل القليل منها، لجلب الطاقة الإيجابية التي يحتاجها وعائلته وسط أحلك الظروف التي تمر بها البلاد مع الحصار وانتشار المرض.

ويزيد "يوجد الكثير من البضائع لكن لا يوجد مال لدى الناس، فتذهب للتسوق تعود بدون أي فلس وبالتأكيد لن تلبي كل احتياجاتك، هذا بالنسبة لشخص مثلي يتقاضى نصف راتب".

يتفق الناس في قطاع غزّة أنهم يمرون بظروف أسوأ مما تخيلوا سابقاً، تماماً كما يتحدث المواطن وائل قنديل معنا أيضاً، "فنحن خائفين، والإقبال مقارنة مع الأعوام الماضية ضعيف فكورونا والحصار تؤثران على اقتصادنا وحركتنا في الأسواق".

ويصف قنديل الأسواق الشعبية التي تعج بالناس عادة في مثل هذه المواسم أنها حزينة تشبه أرواح الناس التي تأتي لتشاهد وتتأمل دون أن تشتري كعادتها، "كلنا نحاول توفير الأساسية، وبعض من زينة رمضان من أجل الاحتفاء المتواضع والبهجة وسط أسوأ ظروف نمر بها هنا في القطاع" يختم.

وتشي المعطيات الرسمية بعمق تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، فحسب مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني، بلغ معدل البطالة في قطاع غزة 43%، في حين بلغ الحد الأدنى للأجور في غزة 682 شيكل (206.6 دولارات أميركية)، مع العلم بأن الحد الأدنى للأجور كما تحدده وزارة المالية في السلطة هو 1450 شيكل (439.3 دولارًا).

ويتقاضى 79% من العاملين في القطاع الخاص في قطاع غزة أجراً يقل عن الحد الأدنى للأجور، وقد أسهم هذا الواقع في جعل 65% من الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون الفقر.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير