شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م15:51 بتوقيت القدس

عقوبات لمن تضبط معها كتب جامعية!

مُعتقلات "بيرزيت".. طالباتٌ مع وقف التنفيذ في "الداموان"

29 نوفمبر 2020 - 20:54

رام الله/ شبكة نوى- فلسطينيات:

منذ أربعة أشهر، تحديدًا في الأول من يوليو/ تموز الفائت، انقطعت علاقة إيليا أبو حجلة –طالبة القانون التي أنهت سنتها الدراسية الثالثة- بمقاعد الدراسة. لقد اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعوى نشاطها الطلابي في جامعة بيرزيت!

الشابة أبو حجلة، نقلت إلى سجن "عوفر"، المقام على أراضي المواطنين غربي مدينة رام الله، ومن هناك إلى الحجر في سجن "هشارون"، ليستقر بها الحال بعد 12 يومًا، في سجن "الدامون" المخصص للأسيرات الفلسطينيات.

حرمت ابنة الـ(21 عامًا) من مواصلة دراستها منذ تاريخ اعتقالها، وهي التي حافظت على مرتبة الشرف منذ أن التحقت بالجامعة. "سلطات الاحتلال منعت إدخال الكتب التعليمية لإيليا، بل وسمحت بما دونها من كتب، تقول والدتها زين أبو حجلة لـ "نوى".

وتوضح الوالدة أنها لم تتمكن من زيارة ابنتها سوى مرتين، الأولى في شهر أغسطس/آب الفائت، والثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني، ولها وحدها فقط.

إيليا لم تكن الطالبة الوحيدة التي اعتُقلت في الفترة ما بين عامي 2019 و 2020م، التي شهدت ملاحقة واعتقالات واسعة لطلبة الجامعات، تحديدًا "من بيرزيت" وسط الضفة الغربية، فبحسب بيانات وحدة المعلومات والنشر في الجامعة، فإن 37 طالبًا يقبعون اليوم في سجون الاحتلال بينهم خمس طالبات، "وهذا أقل من عدد الطلبة الذين اعتقلوا عام 2019م، بواقع 59 طالب وطالبة، بينما بلغ عددهم 49 طالبًا في عام 2018م".

أما بخصوص الطالبات الخمس المعتقلات مؤخرًا، فهن بالإضافة إلى الشابة أبو حجلة، ميس أبو غوش المعتقلة منذ عام 2019م وتقضي حكمًا بالسجن 16 شهرًا، وربا عاصي، وشذى الطويل، وليان كايد التي سبق اعتقالها اعتقال إيليا بأقل من شهر.

ظروف صعبة

واعتقلت الكايد (23عامًا) عند حاجز زعترة خلال مرورها ووالدتها من نابلس إلى رام الله، فيما نُقلت ليان إلى معسكرٍ لجيش الاحتلال، ومن هناك إلى سجن "هشارون"، حيث خضعت لتحقيق قاسٍ وظروف غير آدمية، واحتجزت بزنزانة محاطة بكاميرات مراقبة على مدار اليوم، ناهيك عن الحمام المكشوف، وعدم توفر الألبسة ولا الطعام المناسبين، عوضًا عن عملية النقل للاستجواب في سجن "عوفر" بعربة البوسطة.

وأنهت الكايد متطلبات دراستها في تخصص علم الاجتماع بالكامل، وقد كانت تستعد لإتمام إجراءات التخرج قبل اعتقالها، وتوجيه الاحتلال لائحة اتهام تدينها بممارسة نشاط طلابي داخل الجامعة.

وليس ببعيد من اعتقال كل من أبو حجلة وكايد، كان اعتقال عاصي (20 عامًا) في التاسع من يوليو، والطويل في الثاني من نوفمبر/ تشرين ثان الجاري.

وقد تطابقت الظروف والتهم الإسرائيلية الموجهة لجميع الفتيات، وذلك لنشاطهن النقابي في إطار القطب الطلابي التقدمي، الذراع الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ذرائع لملاحقة الطلبة

وتعزو مسؤولة وحدة التوثيق والدراسات في مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، احترام غزاونة، التهم الموجهة للطالبات الأربع، وعشرات الطلبة الذين اعتقلوا مؤخرًا، إلى القرار العسكري الإسرائيلي الصادر في 21 من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، الذي حُظِرت بموجبه أعمال وأنشطة "القطب الطلابي"، بوصف الجبهة تنظيمًا إرهابيًّا، "وهو القرار الذي ينافي مبادئ القوانين الدولية والعهد الدولي الخاص بالعمل الطلابي داخل الجامعات".

في العامين الفائتين (2019م-2020م) سجلت "الضمير" ارتفاعًا بأعداد الطلبة المعتقلين، حيث وصل عددهم إلى 250 طالب وطالبة.

وتقول: "إن هذا الأمر العسكري ليس إلا حجة جديدة لملاحقة الطلبة، ففي العامين الفائتين (2019م-2020م) سجلت "الضمير" ارتفاعًا بأعداد الطلبة المعتقلين، حيث وصل عددهم إلى 250 طالب وطالبة"، موضحةً أن معظم الاعتقالات التي نفذتها سلطات الاحتلال خلال هبة القدس عام 2015م، خاصةً تلك التي طالت الطالبات، كانت بدعوى "التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي".

"وبعدها وظف الاحتلال الاعتقال الإداري بموجب ملف سري لاحتجاز الطالبات، والآن الانتماء للقطب الطلابي، وهو ما يعكس حجم الملاحقة التي يتعرض لها الطلبة والذرائع التي يختلقها الاحتلال لذلك" تزيد.

وتؤكد غزاونة أن اعتقال طلبة القطب الطلابي، يسلط الضوء على خطر ملاحقة جميع الطلبة والأطر الطلابية الأخرى، لنشاطهم داخل الجامعات الفلسطينية.

الدامون..

وتحتجز سلطات الاحتلال الطالبات الخمس، بالإضافة إلى 40 أسيرة أخرى في سجن "الدامون" الواقع في أقصى شمال فلسطين المحتلة.

وفي هذا السجن، الذي أُغلق في العام 2000م، بقرارٍ من محكمة إسرائيلية لعدم ملائمته للعيش الآدمي، لا يوجد خصوصية للأسيرات، فكاميرات المراقبة تسجل كل حركة على الدوام، أما الحمامات فهي خارج الأقسام التي تنتشر بين ثناياها الحشرات والزواحف.

الأهم من ذلك كله، حرمانهم من مواصلة تعليمهن داخل السجن، وإيقاع أقسى العقوبات بحق جميع أسيرات القسم، إذا ما ضُبطت كتب تعليمية مع إحداهن يومًا.

وليست ظروف المعيشة والحرمان من الحقوق الأساسية، أصعب ما تواجهه أسيرات "الدامون"، فهناك الإهمال الطبي، وعدم مراعاة خصوصية النساء في الاحتجاز، وعدم توفير مستلزمات حياتهن اليومية، والأهم من ذلك كله، حرمانهم من مواصلة تعليمهن داخل السجن، وإيقاع أقسى العقوبات بحق جميع أسيرات القسم، إذا ما ضُبطت كتب تعليمية مع إحداهن يومًا.

كاريكاتـــــير