شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م22:01 بتوقيت القدس

الصحافيتان ملاك وداما: هكذا واجهنا الوباء

02 نوفمبر 2020 - 08:49

شبكة نوى، فلسطينيات: "ومع كل الاحتياطات التي اتّبعتها إلا أنني أصبت بفيروس كورونا، يبدو أن ذلك حدث أثناء محاولتي إخلاء مصابين في انفجار مرفأ بيروت، لم أهتم حينها بمدى التزام الآخرين بالإجراءات الوقائية، سيبدو الأمر غير إنساني بالمطلق".

بهذه الكلمات تحدثت الإعلامية اللبنانية التي تعمل في قناة الميادين ملاك خالد عن إصابتها بفيروس كورونا، غصة الحلق داهمت مفرداتها حين كانت تتحدث عن أولويات التغطية في غرف الأخبار في زمن الجائحة وتحدياتها، خلال مؤتمر الإعلاميات يتحدثن 5 والذي نظمته مؤسسة فلسطينيات في مدينتي غزة ورام الله بعنوان "الإعلاميات العربيات في زمن الجائحة"، وعبر تطبيق زوم من عدة عواصم عربية.

تقول ملاك: "نمط التغطية في غرفة الأخبار في مثل هذا التوقيت من العام الماضي شهد تغيرات كبيرة، بسبب الانتفاضة الشعبية التي دفعت بالصحفيين للتغطية أكثر من الميدان والنزول للشارع ومع هذه التجربة برزت تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية ولوجستية".

بالتالي والحديث لـ ملاك:" جاءت جائحة كورونا ونحن أصلًا نعيش أزمة وحالة طوارئ في العمل، لكن تغيرت الأولويات وبدأت كورونا تسيطر على كل أشكال التغطية في وقت لم نكن نعرف كيف نتعامل مع الوباء المجهول بالنسبة لنا، لم نتوقف عن العمل، لكننا اتّبعنا كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية الأمر الذي ساهم بعدم ظهور أي إصابات في الطواقم الصحفية خلال الشهور الست الأولى".

لكن الأمر لم يبقَ على حاله؛ فالموجة الثانية للوباء تزامنت مع انفجار مرفأ بيروت، كانت ملاك قد أنهت عملها وهمّت بالعودة إلى المنزل، وسرعان ما توجّهت إلى مكان الانفجار للمشاركة في نقل المصابين، ونقل الرسائل الهاتفية إلى القناة في ذات الوقت، بعد 13 يومًا اكتشفت إصابتها بالفيروس لتبدأ صراعًا وجدلًا داخليًا عن أولوياتها في هذا الوقت، والسؤال هل كانت التغطية تستحق تعريض نفسها وعائلتها للخطر!!

يبدو أن الإصابة التي انتقلت إليها أثناء محاولتها مساعدة المصابين، حينها لم تهتم بمدى التزام الآخرين بالإجراءات الوقائية، لكن كل ما يهمها الآن ألا تكون نقلت العدوى لآخرين سواء من عائلتها أو العاملين والعاملات في القناة، ما شكّل ضغطًا نفسيًا كبيرًا عليها أثناء المرض.

تقول:" لكن ارتياحي كان عميق بعد أن تأكدت أن لا أحد أصيب من المخالطين لي وهذا يؤكد أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية في الحماية من نقل العدوى".

عن الإصابة بفايروس كورونا وكيف غيرت باتجاه تفكيرها تقول ملاك:" فكرت كثيراً خلال الأزمة أننا ندفع خطية أهل غزة وكتبت هذا ذات يوم في إحدى التغريدات، نحن صمتنا طوال 14 عاماً من الحصار لغزة، واليوم العالم كله يخوض ذات التجربة لكن مع فايروس مجهول يهدد حياة الجميع بلا رحمة".

تتابع:" الأمر الأكثر صعوبة خلال فترة المرض وما قبل التشافي كان جدل ذاتي أخلاقي حول ما إذ كنت يمكن أن أقبل العلاج إذا ما كان اسرائيلياً في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل حياة آلاف الأسرى بمنع العلاج عنهم، وجدتني في خضم المرض أقرر أن لا مجال لقبول العقار الطبي الذي يمكن أن يشفيني إذا كان إسرائيلياً".

إلى عمان حيث الإعلامية الأردنية داما الكردي التي تعمل في الإذاعة الأردنية ومراسلة لتلفزيون الغد، والتي أكدت أن نظرة بسيطة لأرض الميدان في الأردن تؤكد أن الصحفيات هن الأكثر عملاً في الميدان وهذا هو التحدي الأكبر الذي واجهته الإعلامية الأردنية من مخاوف بأن تكون سبب في نقل العدوى سواء لعائلاتنا أو حتى لأشخاص غيرنا لذا كنا نحرص أن تكون غالبية مقابلاتنا عبر السكايب أو الفيديو كول، وفي حال الاضطرار لمقابلات ميدانية، نعمل على تعقيم كافة المعدات قبل وبعد إجراء إي مقابلة.

وعزت الإعلامية الكردي قلة عدد الإصابات بين الصحفيين أو المواطنين للتشديد من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة الأردنية لافتة أن هذه الإجراءات استطاعت أن تؤخر من وصول الفايروس وانتشاره في المجتمع.

لكن الأمر تغير بعد شهور من وصول الجائحة لاضطرار الحكومة التخفيف من إجراءات التشديد والإغلاق بسبب الضغوط الاقتصادية والخسائر التي تعرضت لها البلاد، وهو ما وضع الإعلاميات أمام تحديات كبيرة وفق الكردي التي رأت أنها اليوم تفكر كثيراً في الآثار وانعكاسات الإصابة على أسرتها وعائلتها وعليها شخصياً كونها متعافية من مرض السرطان.

وترى الكردي أن التأثير لم يكن فقط من الناحية الصحية بل تعداها إلى الناحية الاقتصادية بسبب تقليص الرواتب أو حتى التسريح من العمل بسبب الظروف الاقتصادية التي انعكست على كافة مناحي الحياة وليس فقط العاملات في المجال الإعلامي

في بداية الجائحة أوقفت الحكومة الأردنية النساء عن العمل وبالتالي لم يكن مطلوبًا منا أي عمل، تقول داما: "لكن في التغطية الإخبارية كنا نضطر للنزول للميدان وهذا شكّل تحديًا كبيرًا كوننا نواجه فايروس مجهول، ولا نعرف كيف يجب أن نواجهه، ولا أنكر أنني شعرت بالخوف خاصة أن مناعتي كانت ضعيفة كوني مصابة سابقة بالسرطان، وهذا كان أكبر التحديات بالنسبة لي ولغيري من الصحفيات ذوات التجربة المشابهة".

أما التحدي الثاني كيف ننقل المعلومة للمواطنين بطريقة صحيحة دون مبالغة أو تقليل من أهميتها، خاصة أننا لم نكن نعرف ما الذي يحدث بالضبط، وهو ما جعلنا نأخذ على عاتقنا أن ننقل المعلومة كما هي وأن يكون هدفنا الدقة في النقل لا السرعة في النشر، تقول داما.

وتلفت إلى أن هذه القناعة وصلت للكثير من الإعلاميين والإعلاميات بأهمية ألا يكونوا سببًا في تشويش المواطن من خلال المعلومات المتضاربة أو المغلوطة، وكان أمامنا تحديٍ هل المهم طمأنة المواطن أم توصيل المعلومة السليمة، ووصلنا في نهاية الأم إلى أن الأهم هو أن نخبره بالحقيقة لكيلا يتم التراخي في الإجراءات الوقائية.

أما التحدي الأخير الذي واجهته الإعلاميات الأردنيات وفقًا للكردي:" كان تخوف الإعلاميات بأن ينقلن الخطر لأسرهن وبالتالي كن يتبعن إجراءات وقائية صارمة من ناحية لينما يتابعن عملهن بكل جدية، وفي ذات الوقت يتابعن تعليم أبناؤهن عن بُعد.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير