شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م15:23 بتوقيت القدس

مبادرة "تنظيف الشاطئ" أُنجِزت..

صديق المُحاصرين "الأزرق".. في أمانٍ الآن

23 سبتمبر 2020 - 19:59

قطاع غزة | نوى:

"لأنه بحر غزّة، يوجد مليون سبب كي نقوم بهذا العمل" قالتها سالي بليل المشارِكةُ في مبادرة "تنظيف الشاطئ" لـ "نوى"، بينما كانت تنظر إلى صديقها الأزرق الذي لم يخذل ثقتها به يومًا.

ذلك الصدر الذي اتسع لهموم أكثر من مليوني مواطنٍ في قطاع غزة المحاصر منذ نحو 14 عامًا، "يستحق القليل من التعب مقابل منظره خاليًا من القمامة" تضيف.

لم تكترث الفتاة ورفاقها من أعضاء الفريق لأشعة الشمس الحارقة، كل ما كان يشدهم في لحظات جمع المخلفات عن الشاطئ، رؤية الأمواج تلمع، وتتسابق لتبلل أقدام زائريه "القلائل" بسبب ظروف الحجر الصحي، دون عوائق مؤذية.

"البحر هو أكثر ما يعنيني هنا، في هذا المكان تتجدد طاقات الشبان والشابات، هم مستعدون لتقديم أي جهدٍ دونما مقابل في سبيل خدمته، فهو الملجأ والمتنفس" تتحدث سالي عن أسباب انضمامها للمبادرة، مردفةً: "التحقت بالفريق لأزيد مهارات التواصل مع الناس، ولأتعرف على فئات جديدة، أتبادل معهم الأحاديث والتجارب، وأخرج قليلًا من جو الحجر بتنفيذ مهمةٍ مفيدة لي ولوطني أيضًا". تصمتُ قليلًا وتقول: "ما بالنا؟! نحن نتحدث عن بحر غزة".

بحر غزة الذي كان شباب المدينة يغرقون أمامه في أحاديثهم الروتينية، هذا يخبره أنه لم يجد عملًا، وذاك يحدثه سرًا بنيته السفر، وآخر يبث إليه هم "تكاليف علاجه"، وغيرهم يشكون أمامه انقطاع الكهرباء، وانعدام الشعور بالأمان.. والحياة.

البحر (والحديث لسالي) هو متنفس من يملك المال، ومن لا يملكه، بخلاف أي مكانٍ آخر، لكن ما يزعجها أن ثقافتهم بخصوص نظافته ضعيفة، "الكل يتكئ على عمال البلدية"، مستدركةً: "لكن البعض حينما يرانا بادرنا بتنظيفه، يقدرون مسعانا ويمضون معنا على الفور".

محمد أبو ارجيلة، منسق مبادرة "تنظيف الشاطئ"، تحدث لـ "نوى" عن أن 30 متطوعًا ومتطوعة، شاركوا بتنظيف الشاطئ في اليوم الأول، وفي الثاني شارك نحو 40 شابًا وشابة آخرين.

المبادرة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي باسم "eu beach clean up"، تأتي بتنفيذٍ من منتدى "شارِك" الشبابي، على مدار يومين، من الساعة الثامنة صباحًا، وحتى الثانية مساءً، وللعام الثالث على التوالي.

"لماذا البحر تحديدًا؟" يجيب الشاب: "لأن البحر والماء يعطيان الحياة للأرض وللكائنات الموجودة على سطحها، لذلك من المهم أن تكون البيئة ملائمة لاستمرار عطائهما، ولأنه من المهم خلق نوعٍ من التوازن البيئي بين سطح الأرض والبحر، ولأن نحو ٨٠٪ من النفايات التي تغزو سطح اليابسة هي في معظمها أكياس وزجاجات بلاستيكية، غير قابلة للتحلل، بل إنها تستغرق مئات السنين ربما لتتحلل.

ويرى محمد أن "تنظيف الشاطئ" من قبل الشباب، ليس من باب إنجاز المبادرة، إنما "الأمر بالنسبة لهم سلوك ووعي بيئي ومجتمعي، يودون لو أنهم ينقلونها لكل من يصادفهم"، متابعًا وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا: "ولأن النظافة مسؤولية، يحاولون رسم صورة أحلى للعالم من حولهم، في البحر تحديدًا، فهو صديقهم جميعًا".

وعن تجاوب الناس، يشير أبو ارجيلة إلى أن كل منطقة عمل بها الشباب، كانوا يجدون الناس تشاركهم تلقائيًا، بعضهم بالمساعدة، والبعض الآخر بتقديم بعض المشروبات، على اختلاف الفئات العمرية، كبارٌ وأطفال، "وهذا كان يزيد من حماس الشباب، الذين حالت كورونا دون نزولهم جميعًا" ففي حقيقة الأمر، يشارك في المبادرة سنويًا نحو ٣٠٠ متطوع ومتطوعة، كلهم يرون البحر وجهةً للحياة بعيدًا عن ظروف غزة الموجعة.

كاريكاتـــــير