شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م00:20 بتوقيت القدس

غزّة تشكو ارتفاع سعر الدجاج: "يا جاج مين يشتريك"

15 سبتمبر 2019 - 19:39

قطاع غزّة:

ليس بالأمر الغريب أن تدندن نعمة شاهين "يا جاج مين يشتريك؟" بينما ترتفع أسعاره ما يفوق قدرة العائلات الفلسطينية في قطاع غزّة، وليس من المعقول أن تشتري كيلو الدجاج بـ 14 شيكلاً في وقت لا يتجاوز دخل أسرتها شهرياً أكثر من 1000 شيكل / 300 دولار تقريباً وفق قولها.

"بالطبع لن أشتريه" تضيف نعمة التي تتدبر أمور أسرتها المكوّنة من ستة أفراد، وتتابع "بين مستلزمات المنزل ومصاريفه ومصاريف العلاج التي يحتاجها زوجي شهرياً، بالتأكيد سوف أفكر ملياً بشراء الدجاج عند بلوغ سعره الضعف، فنحن أولى بكل شيكل يزداد على سعره الأصلي".

وتتراوح أسعار الدجاج في الوقت الحالي بحسب ما أخبرتنا به نعمة، ما بين 12 إلى 14 شيكل للكيلو الواحد بينما كان سيبلغ سعره 8 شواكل فقط، ما يرغمها على الاستغناء عنه بأنواع أخرى من اللحوم أو الدجاج المجمّد والذي لا تعتبر أن سعره رخيص أيضاً لكنها مضطرة.

"لم نستطع تخزين لحوم العيد بسبب انقطاع الكهرباء، ولن نستطيع شراء الدجاج اليوم بسبب أسعاره المرتفعة، من ينصفنا؟" يتساءل ماجد مصلح وهو يعمل موظفاً في السلطة الفلسطينية وأب لـ 8 من الأبناء.

ويشكو ارتفاع سعر الدجاج قائلاً "لم نصدق أننا تدبرنا العيد وموسم المدارس والجامعات، بالكاد يتبقى لنا فتات من الراتب في ظل الخصومات، اليوم مع ارتفاع الدجاج الذي يمثل حاجة للعائلات وليس رفاهية لا نستطيع شراؤه، وبالطبع لا يمكننا الاستدانة من تجار الدجاج لأنهم يدركون وضعنا كموظفين نعاني الأمرين في تدبير أمورنا".

وحول البدائل يوضح أنه يعمل على تقنين الكمية قدر المستطاع، فبدلاً من شراء 3 كيلو من الدجاج، فإنه يشتري كيلو واحد ويحاول مع زوجته زيادة كمية الطعام المطهو عليه لتبقى قدر الإمكان يومين أو ثلاثة للنجاة من تزمر أبناءهم خاصة الأطفال الذين لا يدركون سوء الأوضاع الاقتصادية.

وتشهد حركة الأسواق فيما يخصّ الدجاج، ركود ملحوظ من قبل الناس وبع المحال التي تغلق أبوابها بسبب عدم وفرته، في حين الزيادة على محلات المجمدات كبدائل للأزمة.

تعقيباً على الموضوع، يؤكد الخبير الاقتصادي محمّد أبو جياب أنه في مطلع شهر يوليو / تمّوز الماضي قامت وزارة الزراعة بإعدام أكثر من نصف مليون بيضة من بيض "الفقس" المستوردة لصالح فقاسات غزة بسبب اكتشاف اصابتها بمرض "مايكوبلازما".

ويضيف "هذا الأمر أحدث حالة من الخوف لدى كبار التجار فأحجموا عن استيراد البيض المخصب في ذات الفترة" الأمر الذي أحدث فجوة في دورة الإنتاج والتي أدت بدورها إلى ارتفاع أسعار الصوص بحيث وصل سعر صوص الفقس 3 شيكل، ثمّ رفع نسبة تكاليف إنتاج الدجاج اللاحم بحيث وصل سعر الكيلو مذبوح وجاهز الى 15 شواكل.

ويتوقّع أبو جياب أن تنتهي هذه الفجوة وعودة الأسعار لطبيعتها في غضون أسبوعين من الزمن.

بدوره، يتحدّث أدهم البسيوني الناطق باسم وزارة الزراعة الفلسطينيّة في قطاع غزّة عن الارتفاع الملحوظ في أسعار الدواجن والذي يأتي ضمن شح البيض المخصب في الفترة الماضية، ما أدى إلى ندرة توفر الكميات المعروضة في السوق، كذلك اشتداد درجات الحرارة وعزوف المزارعين عن تربيتها تجنباً للخسائر، إلى جانب والخسائر التي تكبدها المزارعين على إثر تدني الأسعار في الفترة الماضية وهذا بالطبع كله أثر على المواطنين.

ويؤكّد أن الوزارة بدأت إجراءاتها لحلّ الأزمة إذ سمحت بإدخال الدجاج المجمد من أجل خفض الأسعار منذ الأسبوع الماضي، وأن خط الإنتاجية سيعود لسابق عهده خلال الأيام القادمة بسبب وفرة البيض المخصب خلال فترة الأزمة.

ويشير البسيوني إلى أن الوزارة لها سياسة تسويقية ومتزنة في الموضوع بحيث تحافظ على توفر المنتج بالكميات المعروضة والمتناسبة مع قدرة المواطنين وكذلك الجودة المطلوبة تطبيقاً لشعار "دعم المنتج وحماية المستهلك".

كاريكاتـــــير