شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الخميس 09 اكتوبر 2025م12:22 بتوقيت القدس

الفنانة ريم عنبر تعالج الأطفال بالموسيقى

12 سبتمبر 2016 - 18:53
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى-أنسام القطّاع:

تؤمن الفنانة ريم عنبر "26 عامًا" بالموسيقى كبديل عن العلاج النفسي التقليدي، فعملت على دمج الموسيقى بالدراما؛ باستخدام تمارين مختلفة تعزز من ثقة الطفل بنفسه، وتمكنه من التعبير عن قضاياه  وتساعده على الاسترخاء والراحة.

تعمل الفنانة ريم بمجال السيكو دراما وهي كما تروي لنوى تختلف عن مجال الدراما، إذ تقوم بمعالجة حالات تعاني من ضغوط نفسية، أو تردد بعض الشعارات دون معرفة محتواها وفهمها عن طريق دمج الموسيقي بالدراما، فلأطفال بغزة يعانون من الكبت والانطواء وهم بحاجة الى مساعدة للخروج من هذا الشعور.

والسيكو دراما هو مصطلح يطلق على أحد أنواع العلاج النفسي يجمع بين الدراما كواحدة من الفنون وعلم النفس؛ تكمن فعاليتها في مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعالاته من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف التي يعايشها حاضرًا أو عايشها في الماضي أو من الممكن أن يعايشها في المستقبل.

وتتحدث الفنانة ريم لنوى أنها استخدمت الموسيقى مع ذوي الاحتياجات الخاصة خلال عملها على مدار عامين مع مركز معا التنموي  ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ، وذكرت أنها عندما دخلت غرفة الأطفال لأول مرة انهالت عليها الأسئلة مثل: "بتعرفي أن ما بنقدر نحرك جسمنا بشكل جيد وبعضنا لا يستطيع المشي والاخر لا ينطق ، كيف نتعلم الموسيقى".

تواصل شرحها لكيفية تنفيذ ذلك إنه وبحركات بسيطة  سواء بالأقدام أو اليدين جعلتهم يقوموا بعمل لحن موسيقي، وكانت تجربتها الاولى ناجحة مع أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة ، وبعد الانتهاء من التمرين ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفاههم، وشعروا بارتياح وطلبوا تكرار التمرين، فالموسيقى  لا تقتصر على استخدام الآلات الموسيقية أو الغناء.

تواصل" نعلمهم كيف يقوموا بالاسترخاء مع الموسيقى وإخراج الموسيقى من جسدهم  وكيف يستخدموا القصة المغناة  مع  الآلات الموسيقية البسيطة والإيقاع ، وتكون نتيجة التمرين ايجابية فتظهر الابتسامة وعلامات الفرح  على ملامحهم ".

بدأ العلاج بها في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ اعتاد عدد من الموسيقيين الذهاب للمستشفيات لعزف المقطوعات الموسيقية للمرضى من ضحايا الحروب الذين يعانون من الآلام الجسدية والعاطفية، وقد كان الاكتشاف حين أحس هؤلاء المرضى بالراحة وطلبوا من الأطباء تعيين موسيقيين في المستشفيات.

عشقت الفنانة ريم عنبر الموسيقى منذ نعومة أظافرها واكتشفت سحر العلاج بها من تجربتها الشخصية مع العزف على العود والات اخرى ، فكان طبيبها الذي يداويها كلما شعرت بالضيق أو التعب ، فيشعرها بالراحة ويعطيها طاقة ايجابية ، فلا تحتاج إلى أحد تشكو  اليه همها سواه .

تضيف:"أتيحت لي الفرصة للسفر إلى بلجيكا بهدف التبادل الثقافي وتعريف شعبها على آلة العود،  عزفت العديد من الأغاني  الوطنية، وكانت فرصة مميزة  لي تعلمت منها الكثير ففي السفر سبع فوائد، وعرفت عن بلادي بلغة الموسيقى التي يفهمها الجميع، ووجدت تشجيعًا كبيرًا من قبل كل من استمع لها".

وتوضح أن الموسيقى تعزز التركيز وتقوي الذاكرة  عند أي إنسان وتساعده على الانضباط وتنمية مهارته، فمن يمارسها يتطلب منه عمل العديد من المهارات في وقت واحد، فعازف العود يستخدم الريشة مع الوتر مع الزمن مع ايقاع الموسيقى وهذا يتطلب منه  تركيز وجهد كبير.

وما زالت  تسعى ريم  إلى تطوير نفسها وتتمني أن تصبح أكثر احترافًا وأن تدرس المجال الذي تعشقه "طب الموسيقى "، وأن تجد منحة لدراسته في الخارج، فهذا التخصص لا تدرسه جامعتنا الفلسطينية والعربية، ويقتصر تواجده ضمن تخصصات الجامعات الأوربية.

وتعدّ الفنانة ريم عنبر من عدد قليل من الشابات اللواتي يعزفن الموسيقى في قطاع غزة، وتعمل مع فرقة صول باند وكانت حتى وقت قريب الفتاة الوحيدة في الفرقة إلى ان انضمت لها زميلة أخرى، وهي أول من أدخلت آلة البزق إلى قطاع غزة.

كاريكاتـــــير