ماذا لو قاطع الصحفيون في العالم أخبار الاحتلال؟ ماذا لو رفضوا بث مؤتمراته وتصريحاته؟ نلوم الحكومات، ونتحجج بعجزنا، إذن، لنأخذ الأمر على عاتقنا، لنستَعِد "الفعل" في زمن الإبادة.
غزة مخطوفة، ومعزولة، ويتيمة، والخاطفين كُثُر! نحن نعرفهم جميعًا، كما نعرف ونُقرُّ بأن المسؤولية تجاه أهلها، وكرامتهم، وحياتهم "العادية" مسؤوليتنا جميعًا. حقٌ لغزّة وأهلها أن يرفعوا أصواتهم، وحقهم علينا أن نسمع بلا تقزيمٍ للوجع.
ليس مطلوباً من الصحفي أن يكون مخططًا إستراتيجيًا ليضع إستراتيجيات عملٍ للهيئات العامة، ولكن من حقه سؤال من يضعون تلك الاستراتيجيات عن تفاصيلها، وخططهم في حال حدوث السيناريوهات الأسوأ؟
استشهدت المصورة الصحفية مريم أبو دقّة، مراسلة إندبندنت عربية في غزة، يوم 25 أغسطس 2025، إثر قصف إسرائيلي استهدف مبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس
يحدّق في اللوحة كما لو أنها طفله. أصابعه تتردد، تتشنج، ثم تنهار. ينكسر الإطار، وتتهاوى الألوان التي طالما أنقذت روحه من ضيق الحصار. يمدّ يده إلى رماد فنه ليشعل به نارًا، يطهو فوقه الطعام لأطفاله