شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الاثنين 03 نوفمبر 2025م22:30 بتوقيت القدس

هكذا انكسرت الطفولة.. واحترق النور في عين "ندى"!

02 نوفمبر 2025 - 15:02

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

تحت نيران الحرب، كانت الطفلة ندى أرحومة تنبت كزهرة في أرضٍ لا تعرف سوى الدم والدخان، تقاوم خوفها بابتسامةٍ صغيرةٍ تخبئ بين تجاعيدها أملاً بالحياة. في المساء كانت تجمع بقايا ألعابها وتحكي لأختها عن الغد وكأن الغد وعدٌ جميل ينتظرها.

لكن الغد جاء محمولًا على جناح القصف. السماء التي كانت تنظر إليها بحلمٍ طفولي أمطرتها نارًا أحرقت ملامحها، ومحَت ضحكتها التي كانت تشبه النور في خيمة النزوح. لم تُدرك ندى أن الطفولة لا تشفع في زمن الإبادة، حيث تتبدّد أحلام آلاف الأطفال بين الركام.

"أتحدث بصعوبة، لا أذكر تفاصيل كثيرة من حياتي السابقة، وعيني اليسرى أيضًا مهددة بالعمى، كما تضرر عصب يدي اليمنى".

كانت ندى (15 عامًا) تحاول أن تعيش يومًا عاديًا داخل خيمتها في مواصي خانيونس، جنوبي قطاع غزة، حين باغتها صاروخٌ إسرائيليّ. أصابتها شظية في وجهها، اخترقت عينها اليمنى وأفقدتها البصر. تقول: "القصف دمّر وجهي، تهتكت عظامي وأسناني، وضع الأطباء أنبوبًا في رقبتي لأتنفس، والنخاع يسيل من محجر عيني، حياتي مهددة كل لحظة".

تتوقف قليلاً، تحاول جمع أنفاسها: "أتحدث بصعوبة، لا أذكر تفاصيل كثيرة من حياتي السابقة، وعيني اليسرى أيضًا مهددة بالعمى، كما تضرر عصب يدي اليمنى".

"هي لا تستطيع الكلام كثيرًا، لكن أي كلام يمكن أن يصف ما جرى لطفلةٍ فقدت نصف وجهها في حربٍ شاهدها العالم على مدار عامين دون أن يتحرك؟".

تغالب دموعها بصمتٍ طويل، بينما تتحدث شقيقتها بصوتٍ متهدّج: "هي لا تستطيع الكلام كثيرًا، لكن أي كلام يمكن أن يصف ما جرى لطفلةٍ فقدت نصف وجهها في حربٍ شاهدها العالم على مدار عامين دون أن يتحرك؟".

تقول الأسرة إن علاجها في الخارج هو الأمل الوحيد لإنقاذها، لكن الحصار يمنع ذلك. "حتى المسكنات نبحث عنها كأننا نبحث عن معجزة، إن لم تُعالج، ستفقد حياتها قريبًا".

منذ اندلاع الحرب، قُتل آلاف الأطفال وأصيب عشرات الآلاف، بعضهم فقد أطرافه، وآخرون فقدوا عائلاتهم كاملة. في خيام النزوح يعيشون بلا دواء ولا دفء، يطلقون نداءاتهم في عالمٍ صامت، تحلم ندى أن يسمعها أحد قبل أن يخبو ما تبقى من نورها.

كاريكاتـــــير