شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 18 مايو 2025م03:24 بتوقيت القدس

لا دواء في صيدليات غزة.. آلام الحرب وآلام المرض!

19 مارس 2024 - 11:25

شبكة نوى، فلسطينيات: رفح -هديل الغرباوي

خرج حاتم الحايك (60 عامًا) من إحدى الصيدليات والعجز يكسو ملامحه. ماذا عساه أن يفعل وهو الذي لم يجد دواء مرض الصرع لأبنائه الخمسة، بعدما بحث مطولًا داخل جميع صيدليات مدينة رفح جنوبي قطاع غزة؟

يقول بغصة: "لا أنام الليل بسبب آلام أبنائي. أحاول طوال الوقت التخفيف عنهم لئلا يدخلوا في نوبة صرع، وليستطيعوا النوم ولو قليلًا"، مضيفًا: "جميع الصيدليات داخل العيادات الحكومية وعيادات وكالة الغوث خاوية على عروشها، وهذا زاد الوضع تعقيدًا بالنسبة لي".

ويناشد عدد كبير من المواطنون عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بالبحث عن أدوية هم بحاجتها، لم تعد موجودة بسبب الحصار وتوقف الكثير من المستشفيات عن العمل.

تضيف نزهة فياض (45 عامًا)، النازحة من محافظة خان يونس إلى مخيم المغازي وسط القطاع بعد إخلاء منطقتها: "أنا مريضة سكر وضغط مزمنين، ووضعي كارثي، فلم أتلق الأدوية الخاصة بي منذ بدء الحرب".

بحثت السيدة الأربعينية مرارًا داخل جميع الصيدليات الخاصة والعامة عن أدويتها، لكنها وفق ما تؤكد لم تجد جرعات الأنسولين المطلوبة، ولا الدواء الخاص بالضغط، "الأمر الذي تسبب بتورم أرجلي بشكلٍ كبير نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، وغبش في الرؤية قال لي الأطباء إنها قد تتطور إلى اعتلال في الشبكية" تزيد.

وحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن 350 ألف مريضٍ بأمراضٍ مزمنة، لا يتلقون أدويتهم منذ بداية الحرب.

وقد حذرت الوزارة من مضاعفات صحية خطيرة جراء عدم تلقيهم الأدوية، "كما أن جميع مستشفيات شمال قطاع غزة توقفت عن الخدمة".

مها الشوا (23 عامًا)، أنجبت توأمين مع بداية الحرب على غزة، وتعاني منذ ذلك الوقت من البحث عن مستلزمات الأطفال الضرورية والأدوية الخاصة بهم. تقول: "بحثتُ كثيرًا عن نوعٍ محددٍ من الحليب الصناعي الخاص بالأطفال الرضع ولكني لم أجد، الأمر الذي اضطرني لتغيير النوع كل مرة حسب ما أجد في الصيدليات، وهو ما تسبب بتقيؤ مستمر للطفلين، وحالات إمساك وإسهال مستمرة، ناهيكم عن الارتجاع الحمضي".

وتشكو مها عدم توفر الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض العارضة، كالرشح والسعال، "الآن ينتابني الخوف من نقص التبخيرات داخل المستشفيات، فهي العلاج الوحيد المتوفر لأطفالي حاليًا" تعقب.

وإلى جانب نقص الأدوية، تحدثت عن عدم توفر بعض تطعيمات الأطفال الضرورية، التي تعطي الأطفال المناعة، وتساعد في النمو، الأمر الذي يزيد من عدوى الأمراض والالتهابات المختلفة".

ووفقًا للدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار، فإن استمرار نقص الأدوية ينذر بكارثة صحية وشيكة، إلى جانب عدم وجود أماكن داخل المستشفيات لتلقي العلاج.

"وقد انتشرت الكثير من الأمراض جراء الحرب، كالتهاب السحايا، والإصابة بالطفيليات والدوسنتاريا (وهي عدوى تصيب الأمعاء)، بالإضافة للتسمم الغذائي، واليرقان، والكبد الوبائي، وأمراض الجهاز التنفسي، والجرب، والقمل، والجدري المائي، والالتهاب الرئوي، والحصبة المعدية، التي تنتشر عن طريق الماء والغذاء أو الاتصال بأشخاص آخرين" يقول.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير