شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م03:35 بتوقيت القدس

غزة.. رزق عائلة في "شتلة وقوّار"

08 مارس 2023 - 12:11

قطاع غزة:

"شتلة وقوّار"، عنوان فكرةٍ يقول الزوجان عبد المعطي وعبير الصفدي إنهما "اخترعاها اختراعًا في زمن الفقر والبطالة داخل القطاع المحاصر منذ 17 عامًا ونيف".

فرصةُ عملٍ تدرُّ عليهما "دخلًا" ولا نقول هنا "ربحًا"، هذا ما كان في البال عندما قرر الاثنان بدء مشروعهما، فحوّلا منزلهما إلى مشتلٍ زراعي، مقسّم لجزأين: الأول في الطابق الأرضي، والآخر على سطح البيت، ليستوعب أنواعًا أكثر من الشتلات.

بدأَت الحكاية عندما تقاعَد عبد المعطي (59 عامًا) من عمله. كاد وقتها يقتله الفراغ، وزادت ضغوطه النفسية نتيجة الأوضاع المعيشية، فأخذ يسترجع شغفه بالزراعة التي تعلمها من والده في طفولته، عبر زرع شتلات في أوانٍ للزينة، وبعد نجاحها استلهم الفكرة.

من ممرٍ يقع داخل المنزل، انطلق الرجل بمساعدة زوجته وأبنائه نحو تطبيق الفكرة. يقول: "بدأنا بممرات البيت، فصنعتُ ما يشبه الحمامات الشمسية من الخشب والنايلون لإنتاج الشتلات. أنتجتُ كمية لي كتجربة قبل عرضها بالسوق لاختبارها والبناء عليها".

بعد نجاح الفكرة بشكل مبدئي، وسّعَت أسرة الصفدي مشروعها ليمتد إلى سطح المنزل، بأنواعٍ مختلفة من النباتات وأشهرها الصبار، الذي يُستخدم للزينة، ويعيش لفترة طويلة من الزمن".

وبحسب عبد المعطي، فإنه لا يزال يتواصل مع مهندسين زراعيين؛ لاكتساب أكبر قدر من المعرفة والنصائح التي تسهم بإنجاح مشروعه.

بخصوص الأسعار، يتحدث الرجل أنها تبدأ من خمسة شواقل لتناسب جميع الفئات، مشيرًا إلى أنه يعمل على تسويق شتلاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ جذاب، وبمساعدة أبنائه.

يضيف: "أزرع الشتلة بيدي من خلال ورقة النبات، وأضعها في مكانها المخصص بدقة حتى ينبت الجذر، ثم أنقله بقارورةٍ صغيرة، ولاحقًا في قوارير مختلفة الشكل والحجم".

تقول زوجته عبير (50 عامًا): "تبدأ عملية الزراعة بشتلاتٍ جاهزة، وأخرى تصنع بأيدينا. نقوم بتفسيخ الشتلة الكبيرة، وتقسيمها لشتلات كثيرة، لنضعها في ترب صناعية بمجهود كبير، ووقت أكبر لانتظار نموها".

وتشير إلى أن المدة التي تستغرقها الشتلة للنمو تصل إلى أربعة شهور، منها ما ينجح ومنها ما لا ينجح، لكنهم بالوقت ذاته يستفيدون من هذه التجربة عبر معرفة الأمراض الزراعية، وكيف يتلافونها لاحقاً. 

ويوجد في المشتل المنزلي وفق عبير، أكثر من 400 "قوار" زراعي بأنواع متعددة، أهمها "اللبلاب، ودار سينينا، وجمايكا، والشراع، ومنشار، وفوشيا، وبنت القنصل". 

تطمح أسرة الصفدي بتوسعة مشروع "شتلة وقوار" وافتتاح محل خاص بها لعرض منتجاتها من نباتات الزينة واستقبال الزبائن للتعرف على كافة الأنواع بشكل مباشر.

كاريكاتـــــير