شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م09:36 بتوقيت القدس

خلال محاكمتها.. الصحفية لمى غوشة تصرخ:

"بدي أولادي"

13 سبتمبر 2022 - 13:26

القدس المحتلة:

حسنًا. التُهمة جاهزة ومفصّلة على مقاس الزنزانة. "التحريض على فيسبوك"، وهذا التحريض ربما يكون على شكل نشر صورةٍ لشهيد، أو حديثٍ عن اعتداءات قوات الاحتلال على مواطنين عُزل. أنت هنا في فلسطين المحتلة، يعني ممنوعٌ حتى من الكلام. وهذا ما تُحاسب عليه الآن الصحفية الفلسطينية لمى غوشة.

لمى التي ظهرت بمقطع فيديو أثناء خروجها من محكمةٍ إسرائيلية تصرخ "بدي أولادي"، نادت بصوتٍ لمس قلوب الفلسطينيين الذين أخذوا يتحسسون مناطق الوجع في واقعهم تحت الاحتلال. صورة أم الأسير الذي يحتضر بسجون الاحتلال ناصر أبو حميد "وحيدًا" أقلّها، تهز كيان من يتأملها فيسمع صوتها مرتجفًا تنادي العالم الأصم "بدي إبني".

في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الصحفية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة. اقتحام تبعه تخريب للممتلكات، ومصادرة للحاسوب والهاتف الشخصي، وكل هذا على مرأى ومسمع طفليها قيس وكرمل.

عاشت لمى في ظروف سيئة وقاسية في عزل "هشارون" سيء السمعة، وقالت في مقطع مصور من داخل المحكمة أظهرها مكبلة بالأغلال الحديدية إن "الاحتلال وضعها بعزل انفرادي، ويخضعها لساعات طويلة من التحقيق الدائم"، لتصرخ بصوتٍ مدوٍ بعدها: "بدي أرجع لأولادي"، قبل أن يصدر قرار بنقلها إلى سجن "الدامون النسائي" ظهر اليوم.

ياسين صبيح وهو زوج الصحفية لمى، وأسير محرر، يجزم بأن سلطات الاحتلال كان لديها أمر اعتقال وتفتيش "مبيّت" ضد لمى، ويقول: "كانت في منزل عائلتها، فباغتوه بالتفتيش والتخريب، واعتقلوا زوجتي بينما كنتُ أنا وشقيقها في رام الله حين وصلنا الخبر".

ويضيف: "في القدس أي كلمة تتحدث بها ولو كانت بسيطة، تتحولُ إلى تهمة يحاسب عليها الاحتلال". وفي قصّة زوجته كان هناك توقع مسبق أن يتم اعتقالها على خلفية عملها الصحفي، فذريعة "التحريض" تهمة جاهزة لاستهداف كل من يعمل في هذه المهنة.

يسأل الطفلان عن أمهما، فيجيبهما والدهما: ستعود قريبًا ولن تتأخر عليكما. يحاول إلهاءهما بفعاليات من ضمنها الرسم. يقنعهما أن "ماما" تريد منهما فعل ذلك، فيقتنعان "رغم أنهما يعيان جدًا ما حدث. لكنني لا أترك لهما مجالًا للتفكير بالأمر" يردف.

وأكثر ما يؤثر في الأب الذي يدرك تمامًا معنى الاعتقال، وقساوة الحال هناك خلف القضبان، تكرار عباراتٍ مثل: "اشتقنا لماما، بدنا اياها يا بابا". كلمات بسيطة لكن وقعها قاس. 

وعن شخصية لمى، يخبرنا ياسين أنها إنسانة صاحبة شخصية قوية، تُعرف بـ "الجدعة. ممتلئة بالطاقة الإيجابية، وودودة إلى حدٍ بعيد؛ لكنه يدرك أيضًا أن الاعتقال تجربة مرعبة وليست سهلة، بل إنها تهزّ الإنسان.

ومن الجدير ذكره، أن عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال بلغ 17، بينهم ثلاث صحفيات وهن: بشرى الطويل، وطالبة الإعلام دينا جرادات، ولمى غوشة، في حين قُتِل (56) صحافيًا وصحافية منذ عام 2000م، كان آخرهم: شيرين أبو عاقلة ،وغفران وراسنة.

كاريكاتـــــير