شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م14:30 بتوقيت القدس

في انتظار النتائج السبت

توجيهي.. ضربات القلب "مُدوّية" في حواري غزة

28 يوليو 2022 - 08:58

شبكة نوى، فلسطينيات: "أسمع صوت ضربات قلبها من خلف الباب" تقول السيدة أحلام لافي في وصف حال ابنتها منذ إعلان موعد نتائج الثانوية العامة أمس. تضحك بتردد وتعترف أنها بالغت في اختيار الوصف، "لكن ربما لو رسم أحدهم كرتونًا عن هذا الموضوع لما وجد أفضل من هذا التعبير" تضيف. 

الوضع في منزل أحلام صعب، ابنتها التي لم تدخر جهدًا في الدراسة -كما تقول- شحب وجهها لما أيقنت أن النتيجة قادمة لا محالة. "هي درست كما يجب وأدت ما عليها، لكن هذه الأيام أصعب من أيام الامتحانات نفسها" تعلق. 

وليس الوضع في منزل أبو محمود عطالله بأفضل حالًا. ابنه الأوسط، وهو طالب ثانوية عامة، ومنذ سمع الخبر، حبس نفسه في غرفته، وبالكاد كان يخرج منها لتناول الطعام أو شرب الماء.  

يقول والده لـ"نوى": "عن نفسي سأتقبل أي نتيجة، لكن أخشى عليه هو من الصدمة. إنه يطمح لدراسة الطب، ويحلم مذ كان صغيرًا بأن يغدو جراحًا يخدم المرضى بغزة". 

ويشير إلى أن ابنه يحمل هم امتحانَي الرياضيات واللغة الإنجليزية "وهذا جعل حاله ينقلب تمامًا منذ عرف أن النتائج السبت".

على عكس ذلك، تبدو الأمور في منزل أمل ياسين، فالفتاة التي سمعت بموعد الإعلان عن النتائج، "انفتحت نفسها على الأكل بشكل غير طبيعي" تقول أمها. 

منذ الأمس لم يهدأ فمها، "بتفش غلها في الأكل، وكأن نهاية العالم قادمة، تأكل كل ما تراه أمامها "حتى ذلك النوع من الشوكولاته الذي تكرهه". تضحكُ أمها بقلق هي الأخرى، وتستدرك: "أشعر بها، وسأتقبل النصيب لكن أتمنى أن تكون صدمتي خفيفة، فعلى ما حدثتني به عن امتحاناتها، الأمور لا تبشّر بخير".

حالة الترقب والقلق لم تصب فقط طلبة الثانوية العامة، بل إن عائلاتهم أيضًا تعيش فترةً صعبة، فالسبت المقبل الموافق 30/7/2022م هو الموعد المنتظر، "وهذا ما يجعل اليومين القادمين وقتًا خالصًا للتهجد والدعاء" تقول السيدة مريم التي اكتفت بذكر اسمها الأول فقط.

مريم أمٌ لطالب ثانوية، لكنها خائفةٌ أكثر منه –وفق تعبيرها.

تشرح بالقول: "هذا الجيل غريب، وكأنه لم يسمع شيئًا حول الإعلان، أو (على قولِه) كبّر الجي (الجمجمة) وروّق الدي (الدماغ). إنه يرى أن قلقه لن يغير شيئًا من النتيجة المعروفة أساسًا".

أما بخصوص النتيجة، فكلما همّت لسؤاله عن قصده بـ"المعروفة أساسًا" يضحك ويكرر عليها نفس عبارة "الجي والدي"!

لا يشعر ابنها ياسر بأي قلق، رغم أنها تعرف مستواه جيدًا فهو غالبًا ما يجلب شهاداته بمعدل جيد، ونادرًا ما يفرح قلبها بالجيد جدًا "وعلى الحفة"، "ولعله يكابر" تردف أمه، فهي متأكدة من أنه خائف ويخشى الرسوب لكنه يريد أن يخفف عنها قلقها، ويقول لها بأنه ليس مكترثًا وأن الإعادة شيء عادي إن كانت هي قدره.

ويصف الطالب عصام ماجد هذين اليومين بأسوأ أيام حياته، بل يتمنى أن تكون الثانوية العامة "كابوسًا" يصحو منه في أقرب وقت.

ويقول: "منذ انتهاء الامتحانات لا أنام ليلي، يؤرقني التفكير، وأحسب نفسي مع من لم يحالفهم الحظ، وهذا التفكير مرعبٌ حقًا".

ويرى الفتى أن بيئة منزله "قاتلة" فوق كل توتر الثانوية العامة، تهدّده أمه -حسب قوله - بأنه لو رسب لن يحظى بمعاملة حسنة، ولن تدعمه لإعادة العام الدراسي، "فهي حذرته مرارًا طوال العام، وكانت تنخزه كي يذهب إلى غرفته ويدرس" كما عبّر.

ويتابع: "المنظومة التعليمية فيما يخص طلبة التوجيهي بيئة مرهقة، وفاضحة لمستوياتهم، فلا دخل للناس بنتائجهم ليتم إعلانها في مؤتمر صحفي على الملأ، فتجد فلانًا يتباهى بنتيجة ابنه، ويعاير أبناء الآخرين بنتائجهم".

"أنا متعب، ومرعوب. لا أحد يشعر بي، لقد نسيت الكثير مما درسته وحفظته، والنسيان نتاج القلق والأسى الذي نعيشه طوال هذا العام". يختم.

أما رغد لم يحالفها الحظ بالنجاح العام الماضي، تقول إنها تعرضت لضغوطات عائلية لتعيد عامها الدراسي مع شقيقها، ظناً من الأهل أنها فرصة لا تتكرر. لكن في الحقيقة أن البيئة هذه كانت ضاغط أكبر من الذي لمسته العام الماضي.

تخبرنا بأن المقارنات بينها وبين شقيقها لم تتوقف منذ بداية العام، لا يفكرون بالفروقات الفردية، وإنما كأننا في سباق من ينجح؟ ومن يحصد أكثر، أكثر أسئلة ترهقها وتزيد من تعب نفسيتها – حسب تعبيرها -.

وترى رغد أنها كانت تطمح لدراسة التعليم المهني، إذ لا تخفي شغفها بمهنة "الكوافير" التي تستطيع أن تبدع فيها – بحسب وصفها -، فحاولت لعدة أشهر لكن عائلتها كانت تقابلها بالرد "لن تكوني إنسانة إلا بشهادة التوجيهي، إنسي تماما أي فكرة أخرى غير هذه".

تترقب يوم النتيجة بقلق شديد وخوف، فهناك فضيحة جديدة بالانتظار لاعتقادها أنها ليست من الناجحين للعام التالي! تتحدث ولم تتردد بالبوح "ليتنا نمت قبل النتيجة!"

وفي تصريحاتٍ صحفية سابقة، أوضح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، صادق الخضور، أن معرفة نتيجة الثانوية العامة ستكون من خلال إدخال رقم الجلوس، أو من خلال رسالة نصية SMS، قائلًا: "النتائج مطمئنة، ونسب النجاح تتماشى تقريبًا مع نتائج الأعوام السابقة، كما أن فرصة تحسين العلامات والإكمال في (الدورة الثانية) ستكون بعد حوالي 10 أيام".

ووفقًا لوزارة التربية والتعليم، فقد تقدم أكثر من 87 ألف طالب وطالبة، (39 ألفًا ذكورًا، و48 ألفًا إناثًا)، موزعون على 729 قاعة، لامتحان الثانوية العامة للعام الجاري 2022.

كاريكاتـــــير