شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م19:16 بتوقيت القدس

تخدم ذوي الإعاقة ومرضى المناعة أيضًا..

معاناة مُسن تتمخّض عن "وحدة أسنان متنقلة" بغزة

06 يوليو 2022 - 21:02

شبكة نوى، فلسطينيات: "معاناة والدي الكبيرة كلما أراد مراجعة طبيب أسنان جعلتني أنخرط في تفكيرٍ عميق: ماذا لو جاء طبيب الأسنان بنفسه إليه؟ والدي كبير السن ثقيل الحركة، ومثله كُثر. إن حلًا من هذا القبيل سيحلُّ معضلةً والله". بهذا كان يحدّث عبد الله البابا نفسه، في كلِّ مرةٍ كان يرى فيها والده يعضُّ على وجع أسنانه تأجيلًا لزيارة الطبيب.

ولأنه طالبٌ في كلية الهندسة الطبية، كان إيجاد الحل بالنسبة له يسيرًا، لولا الصعوبات الجمة التي واجهها في التطبيق بسبب مقتضيات حصار غزة. "وحدة أسنانٍ متنقلة" صمّمها ونفذها مؤخرًا، وبدأت العمل فعليًا على أرض الواقع. أما التفاصيل فتتبع:

يقول عبد الله لـ"نوى": "غالبية عيادات الأسنان تحتل الطوابق العليا في العمارات، ولطالما زرناها في وقت انقطاع الكهرباء ما كان يضطرنا للصعود عدة طوابق، وهذا كان ينهك أبي كثيرًا. هنا بدأ التفكير الحقيقي بوحدة متنقلة تتوفر فيها كافة الاحتياجات الأساسية لكرسي الأسنان".

يتابع بحماسة: "خلال عامٍ كامل من البحث والتجهيز، وتجميع القطع اللازمة، وجدتُ أمامي كل المتطلبات جاهزة، وهنا بدأَت مرحلة التطبيق العملي التي استمرت وقتًا ليس بقليل حتى أصبحت العيادة المحمولة أمر واقعٍ ملموس".

ما يميز وحدة الأسنان المحمولة أنها تزن 16 كيلو جرامًا، في حين أن كرسي الأسنان داخل العيادات يزيد وزنه على 150 كيلو، وهو ما يجعلها متاحةً وسهلة الاستخدام والنقل، من مكانٍ لآخر دون تعب.

معاناة والده، وبالإضافة إلى أنها كانت شرارة الانطلاق، إلا أنها نبهته كذلك إلى معاناة الكثيرين من كبار السن، وحتى الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، والمرضى من أصحاب المناعة الضعيفة، "وهذا جعلني أبحث باستماتة عن القطع اللازمة، وحتى عندما كان يصيبني اليأس والإحباط، كنتُ أدفع نفسي للنهوض مجددًا في أقصى سرعة، فأنكب على محركات البحث، والكتب، وأتنقل في الأسواق بحثًا عن القطع اللازمة دون كلل أو ملل، بدافع المسؤولية الاجتماعية".

من الصعوبات التي واجهته بالإضافة إلى ندرة قطع الغيار، فكرة كيفية توفير ضغط هواء مناسب لتشغيل الوحدة بجودة عالية، "وهذا تحقق من خلال ماتور ضخ، ساعدني أيضًا على توفير كمية الماء المطلوبة للوحدة".

أما الوحدة فقد وُضعت في حقيبة سفر، "فهو أنسب مكان يمكن أن يتم تجميع الوحدة بداخله.

يأمل عبد الله أن يتمكن من تعميم ابتكاره ليصبح أداة قابلة للاستخدام لدى أطباء الأسنان، وهو ما يسعى لتحقيقه بعد أن يجد من يمكنه أن يتبنى هذا المشروع، ويخرجه إلى النور ليصبح متاحًا قابلًا للاستخدام، ويكون بمثابة طوق نجاة للكثير من المرضى وكبار السن، ممن يسكنون على أطراف المدن.

وبرغم أن وحدة الأسنان المتنقلة لم يتم اختبارها بعد بشكل فعلي، إلا أن عبد الله على قناعة تامة بأنها توفر كل المتطلبات المفروض توافرها في كرسي الأسنان وبذات الفعالية.

 يطمح عبد الله أن يتمكن من تطوير مشروعه وأن يجد احتضانًا له من الجامعات أو المؤسسات ذات العلاقة، بحيث يتمكن من تطوير الوحدة لتصبح متاحة للاستخدام، وللتداول بين أطباء الأسنان أيضًا.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير