شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م15:01 بتوقيت القدس

أغلقت أبوابها بسبب "كورونا"..

الكنائس تفتقد "زوّار الفرح" في عيد الفصح

15 ابريل 2020 - 15:57

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لم تتخيل جانيت مسعد يومًا، أن يحرمها وأسرتها من التوجه إلى الكنيسة لحضور الصلوات الخاصة بعيد الفصح المجيد مثل كل عام "فايروس"!

التقت "نوى" بالشابة التي تلتزم الحجر المنزلي في ظل إعلان حالة الطوارئ، عبر تطبيق "زووم"  لتتحدث عن أجواء العيد مقارنةً بالأعوام السابقة.

ابنة الـ (26 عامًا) بدت في نبرة صوتها علامات الحزن جلية حين قالت: "الأجواء حزينة وكئيبة، العيد بفرحه وسروره لا نشعر به إلا بالاحتقال في كنيسة القيامة".

عائلة مسعد ليست الوحيدة، التي لم يتسنَّ لأفرادها الشعور بفرحة العيد هذا العام، فالأسر المسيحية في العالم أسره لم يتمكنوا من الاحتفال مثلهم، بسبب إغلاق الكنائس، والالتزام بالحجر المنزلي إذعانًا لحالة الطوارئ.

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح في الثاني عشر من نيسان/ أبريل من كل عام، بينما يحتفل المسيحيون الأرثوذكس بالعيد في التاسع عشر من الشهر نفسه.

تضيف جانيت: "رغم الحزن الذي يتملكننا ويعتصر قلوبنا، سنحتفل ونقيم كافة الطقوس والشعائر الدينية من داخل المنزل"، متابعةً بابتسامة: "قبل العيد بيومين بدأنا بتزيين البيت بزينة تأخذ أشكال الكتاكيت والأرانب، كما فرشنا البيت بمفارش على نفس الشاكلة، وساعدنا ماما في صناعة الحلوى والكعك التقليدي المحشو بالفستق الحلبي والتمر والجوز".  

وتردف: "اعتدنا في مثل هذه الوقت، الذهاب إلى السوق لشراء الملابس والهدايا، واستكمال كافة التجهيزات، وشراء الضيافة التي تقدم للزوار، وبعدها نقوم بسلق البيض، الذي يرمز للحياة الجديدة، ثم ننقشه بأشكال متعددة ونلونه باللون الأحمر، وهو رمز القيامة، ونقدمه مع الشوكولاتة للأطفال في الزيارات والمعايدات".

خلال إجراء اللقاء، انقطع الإنترنت أكثر من مرة، بينما جانيت مسترسلة في الحديث بشوقٍ عن تلك الأجواء المفرحة، ثم يعاود الاتصال، فتكمل: "مساء ليلة العيد، نذهب إلى الكنيسة، وتبدأ الطقوس الدينية والقداديس الخاصة بعيد الفصح، هناك يشعر كل من يشارك بروحانيات استثنائية، وخصوصًا من يعيّدون في كنيسة القيامة، التي سبق وأن زرتها من قبل". 

 جانيت حزينة جدًا هذا العام، كونها لن تستطيع زيارة كنيسة القيامة، التي لا يمكن وصف أجوائها لشدة جمالها –على حد تعبيرها- تكمل: "يتجمع المسيحيون من كافة أنحاء العالم هناك، وتبدأ الصلوات، يدخل المطران ويصلي داخل القبر حتى طلوع النور، ثم يليها المصافحة والمعايدة والزيارات لبعضنا البعض".

سيفتقد المسيحيون هذا العيد التجمعات والزيارات وفرق الكشافة التي تقرع الطبول وتعزف الألحان.

ويشار إلى أن العام الماضي، شارك أكثر من 25 ألف مسيحي بعيد أحد الشعانين في مدينة القدس، بينما هذا العام لم تخرج المسيرة التقليدية من دير "بيت فاجي" على جبل الزيتون، لتصل إلى كنيسة القديسة حنا داخل البلدة القديمة.

تعلق جانيت: "بسبب فايروس كورونا لن أزور كنيسة القيامة، ولا حتى كنيسة الروم الأرثذكس بغزة".

يُبدي كامل عياد مدير العلاقات العامة بكنيسة القديس "بيرفيريوس" التابعة للروم الأرثذوكس أسفه وحزنه لما أسفر عنه "كورونا" من ضحايا وإصابات حول العالم، وما تسبب به من إغلاقٍ لكنيسة القيامة للمرة الأولى منذ أكثر من قرن.

يقول: "نشعر بالحزن الشديد، ونحن نحرم لأول مرة من استقبال النور المقدس من كنيسة القيامة"، مضيفًا: "العام الماضي حصل البعض منا في قطاع غزة بصعوبة، على تصاريح لزيارة كنيسة القيامة، لكن هذا العام، وبسبب كورونا جميعنا حرمنا الذهاب للصلاة في كنائس المدينة".

عمل عياد بالكنيسة لأكثر من 22عامًا، وشاهد كافة الأعياد والطقوس والاحتفالات فيها، "لم تغلق الكنيسية أبوابها حتى في أوقات العدوان الإسرائيلي، لكن بسبب فيروس كورونا ستقتصر الصلاة على رجال الدين للقيام بالقداديس صباحًا ومساءًا، بعدما كانت تعج الكنيسة بالمصلين من الرجال والنساء والأطفال الزوار، وتمتلئ من الداخل والخارج" يكمل.

عيد الفصح المجيد –والحديث لعياد- هو العيد الكبير، الذي تسبقه فترة صيام لمدة 50 يومًا، نستعد فيها ليوم العيد، من أجل أخذ "المناولة"، وهو رمز "دم السيد المسيح"، متابعًا: "ننهي الصيام بسبت النور المقدس في ليلة العيد، ونقيم الصلوات ونُعيّد على بعضنا البعض".

يضيف: "سنصنع البهجة والفرحة لأطفالنا، وسنصلي من داخل المنزل، ونتمنى أن يزول الوباء وتنتهي هذه الجائحة في أسرع وقت".

بدوره، يؤكد رئيس أساقفة بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنّا، أن "كافة الطقوس الدينية المرتبطة بالأسبوع المقدس ستتم في كنيسة القيامة، حسب البرنامج المتبع كل عام، داعيًا إلى الالتزام بكافة الضوابط والإجراءات الوقائية، الهادفة إلى الحد من انتشار الفيروس. 

يؤلم حنا رؤية أروقة الكنيسة فارغة، لكن الوضع الحالي "يحتم التصرف بعقلانية ومسؤولية، والتضرع إلى الله كي يحفظنا ويحفظ بلادنا من هذا الوباء الخبيث" يكمل.

كاريكاتـــــير