شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 17 ابريل 2024م01:35 بتوقيت القدس

أمام جدار الفصل العنصري مقاومة من نوع آخر

08 اعسطس 2019 - 10:42

شبكة نوى، فلسطينيات: بيت لحم

مقابل جدار الفصل العنصري حيث تندلع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الاسرائيلي الذي يلقي قنابله المتفجرة صوبهم بشكل شبه يومي في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، هنالك من يبحث عن وجه أخر للحياة في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية تأكيداً على مقولة الشاعر الفلسطيني محمود درويش" نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً".

أكرم وعرة لاجئ فلسطيني مقيم في مدينة بيت لحم استطاع أن يبدع في تطويع أنامله لـصنع أجسامٍ فنية وتجميلية من مخلفات القنابل ودمجها بأخشاب الزيتون التي ترمز للسلام كأحد أساليب المقاومة الناعمة في التصدي للاحتلال الإسرائيلي. 

عن بداية الفكرة يقول: "اعتدت الذهاب بشكل يومي إلى محلي القائم أمام جدار الفصل العنصري حيث تحدث مواجهات، وتتساقط قنابل الغاز مما يعرضني للاختناق وأحيانا لًلإغماء، وكان يدفعني غالباً لترك العمل وإغلاق المحل، لكني فكرت ألا أستسلم وابتكر طريقة أتحدى فيها الاحتلال واستمر في عملي والتخلص من هذه القنابل".

 يضيف:" قمت بالعمل على تجميعها مخاطباً نفسي لماذا لا أقلب المعادلة في تحويل هذه الآلة المضرة لمجسمات ننتفع بها، لا سيما أني امتلك خبرة في صنع الإكسسوار وعكفت على استثمار الفكرة التي لاقت إعجاب الكثيرين وشجعوني على الاستمرار فيها وتطويرها".

تضم أرفف الورشة الصغيرة التي يمارس فيها أكرم أشكالاً فنية متعددة تم إعادة تدويرها من مخلفات الموت تشير الى رموز وطنية، تراثية، مفتاح العودة، رسومات لأشجار الزيتون محفور عليها عبارات نضالية تجسد واقع الفلسطيني وما يعانيه من قهر وعنصرية وتشريد على مدار سنوات التهجير التي عاشها، كما تتدلى حلي النساء المعلقة.

 ويحاول أكرم من خلال هذه الأشكال التي يصنعها لفت أنظار السائحين الأوروبيين والعرب الذين يقصدونه باستمرار وتوجيه رسالة تثبت أحقية الفلسطيني بأرضه، فهو يحاول شرح مضمون كل قطعة فنية يصنعها كذلك التأكيد على أن الفلسطينيين شعب يحب السلام والحياة عكس ما يروجه الاحتلال الاسرائيلي.

يدرك أكرم تماماً أن المجال الذي اختاره بحاجة لدقة عالية ومهارة وحذر، ويوضع آلية عمله أنه يقوم بجمع العبوات، ثم تفكيكها وتفريغها من السموم التي تحتوي عليها، ثم تنظيفها وإبقائها في منقوع الماء لأطول فترة حتى إزالة الشوائب وباستخدام المطرقة يعمل على تسويتها، وباستخدام آلات حديدية أخرى يدب الروح فيها بعدما كانت صامتة ثم يعرضها في محله متواضع الإمكانات.

ويذكر أنه تعرض ذات مرة لحروق في يديه نتج عنها التهابات جلدية أثناء تفكيكه أحد القنابل الحرارية، ورغم ما قد يتعرض له من خطر لا يتراجع عن استكمال موهبته التي عكف على العمل بها منذ ما يقارب الستة سنوات، تاركاً تخصص الهندسة المدنية الذي درسه، متبعا شغفه.

وعن أهمية هذه الموهبة بيّن أكرم أنها لا تقتصر على كونها طابع جمالي فني، لكنها أيضا أسلوب حديث صديق للبيئة.

كما أنها باتت لديه مصدر رزق يقيته، فهناك إقبال متزايد من الوافدين لمشاهدة التحف الفنية التي يصنعها ويقومون بشرائها مقابل أسعار رمزية فهدفه الأول والأخير المقاومة السلمية.

ويطمح لإقامة معارض فنية تضم كافة أعماله فهو يؤكد على أن الفن من أقوي الأساليب لإيصال رسالتنا كشعب يتعرض للاضطهاد والظلم والتنكيل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير