شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م13:15 بتوقيت القدس

جهاد حماد.. أكاديمي يضع غزة على خارطة الإبداع

06 نوفمبر 2017 - 13:10
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى

عند دخولك إلى إحدى قاعات التدريس الجامعيّة بقطاع غزة، قد يتبادر لذهنك أن ما تشاهده هو حلقة ترفيهية، فالمقاعد خالية من الكتب الورقية، والطلاب يتشاركون الشرح بطريقة تفاعلية أكثر سهولة، فتركيزهم مسلط نحو شاشة العرض "البروجكتر" التي تقدم لهمم رسوم متحركة؛  لكنها تعليمية تكسبهم مهارات جديدة استعاضة عن أسلوب التلقين المتعارف عليه.

 تأتي هذه البيئة التعلمية المتطورة نتاج لما فعله الدكتور والطبيب والأكاديمي جهاد حماد، نائب عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، والذي قام بتطوير تخصص علم الأدوية وتحويله من  محاضرات بوربوينت منقولة عن الورق النظري الى موقع إلكتروني يضم العديد من فيديوهات الرسوم المتحركة "الأنميشن" وتدريسها للطلاب بشكل عملي في تجربة الأولى من نوعها والأحدث عالميًّا.

ومن خلال زيارة بحثية، جاءت الفكرة للأكاديمي جهاد قضاها في جامعة "كلينجر" في لندن، مدة سبعة شهور ضمن برنامج زمالة، احتوت على محاضرات لطلاب كلية الطب وعلم الأدوية، ومناقشة سينما رات لطلاب كلية العلوم، وتقييم الأداء التعليمي لعدد من أعضاء الهيئة التدريسية لقسم علم الأدوية ومناقشتها.

وقام حينها بعرض فكرته على الجهات المختصة في الجامعة اللندنية وطبق جزء منها على الطلاب هنالك فوجدوا أنها طريقة مبهرة تساعدهم على التعلم بنمط لم يقدمه لهم أساتذتهم في كلية الطب تخصص علم الأدوية سابقًا، مما شجعه ذلك على الاستمرار في تطبيقها أمام طلاب الجامعات الغزية حين عودته، متغاضيًا عن العراقيل التي قد تواجهه في مدينته الأجدر بتطوير طرق التدريس فيها. 

يقول حماد في حديثه لشبكة نوى: "منذ بداية تدريسي لمساق علم الأدوية في الجامعة بغزة، كان يُطلب من الطلاب فيديوهات للمادة حسب ما هو مطروح في الخطة التعليمية؛  لكنهم لم يعثروا عليها بشكل نظري مما يعيق تجربة تعلمها بشكل سريع ومتقن، وهذا تحديدا ما دفعني لصنع فيديوهات مختصة تسهل عليهم الفهم في فترة قصيرة".

مضيفا أن مُشاهدة الطالب للمواد التعليميّة المطروحة بشكل متحرك أمامه أكثر من مرة في اللقطة الواحدة، يجعلها ترسخ في ذهنه لفترات طويلة ومن الصعب نسيانها، على عكس فيما لو شرحت له خلال الكتب الورقية؛ فإنه يحفظها لفترة وجيزة تعرض للنسيان.

 رأت فكرة  إنشاء مساق تعليمي عبر رسومات متحركة  النور بعد جهدٍ متواصل استغرق ثلاث سنوات من البحث والتنقيب، بعد تنفيذها بشكل أولي في جامعة لندن واعتبرها رئيس أفضل قسم أدوية بالعالم بالجامعة من أفضل ابتكارات التدريس العالمية بمجهود غزي.  

 وبات يمكننا القول الآن  أن قطاع غزة تحول من مستورد معلوماتي إلى مصدر ويضم الموقع الذي يحتوى الأنميشن 100 مادة تعليمية صنعها حماد محليًّا، وحسبما أفاد الأكاديمي أن البحث في الموقع الذي يحتوي على تلك المواد الإلكترونية مجانًا ومتاح أمام الجميع، كما سجل منذ بداية الإعلان عنه ما يزيد عن 40 ألف زيارة، وقرابة مليون تصفح داخلي للصفحة ليكون بذلك مخزن تعليمي طبي متطور لمن يحتاجه في السنوات القادمة.

ويتميز ابتكار الطبيب الجامعي بالمرونة وقلة تكلفته فهو لا يحتاج لمواد معقدة للشرح خلاله وأشار حماد الى أن الموقع استطاع الدمج بين تخصص تكنولوجيا المعلومات وبالطب، وذلك بمساعدة طلاب من كلا التخصصين أعطاهم هذا الابتكار مجالًا لتطبيق ما تعلموه في مساقاتهم التعلميّة على أرض الواقع مما قدم لهم فرص عملية تزيد من خبراتهم المهنيّة.

ويجتهد الآن القائم على الابتكار تطوير الموقع الى قناة تعليمية عبر اليوتيوب تقدم مواد علمية على شكل أنمي للمطلعين عليها بشكل علمي متطور نتاج تجربة تعتبر الأولى على مستوى العالم. 

الجذير ذكره أن الدكتور حماد قد حصل على عضوية جمعية علم الأدوية البريطانية

British Pharmacology Society

 وهو أول أكاديمي من فلسطين يحصل عليها، دفعه شغفه في المجال الأكاديمي للامتناع عن انشاء عيادة خارجية خاصة به وترسيخ أفكاره للخدمة تخصصه الطبي للطلاب الغزيين.

واستطاع الدكتور الأكاديمي أن يظهر للعالم الصورة الأخرى لقطاع غزة المحاصر، والتي تحدى من خلالها حصاره ومتجاوزا كافة العقبات أمامه، لخلق بيئة تعليمة من قطاع غزة تضاهي ما تقدمه أكبر الجامعات في دول أوروبا.

كاريكاتـــــير