شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م11:03 بتوقيت القدس

وردة الآغا..

طالبة التوجيهي التي قهرت السرطان

18 يوليو 2017 - 15:54
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

"كنت اصطحب شنطتي المدرسيّة وأداوم بين أسّرة المستشفى بدلًا من الجلوس وسط مقاعد الدراسة في المدرسة، فالمحلول الطبي كان يرافق يدي والكتاب يرافق يدي الأخرى" بهذه الكلمات بدت الطالبة وردة الآغا حديثها وسط فرحة عارمة رسمتها عيناها التي طالما سهرت للمثابرة والمطالعة بين أوراق الكتب لتحصد شهادة النجاح في التوجيهي.

استطاعت الطالبة من مدرسة جرار القدوة الثانوية للبنات في خانيونس، أن تتحدى مرض سرطان الغدة الليمفاوية المصابة به، وتقدمت لامتحانات الثانوية العامة من مجمع ناصر الطبي، فالشراشف البيضاء حولها، ورائحة الأدوية، والإبرة التي تخترق يديّها الناعمتين لم تمنع اصرارها على التفوق.

تقول الفتاة: "رحلتي مع العلاج والدراسة في آن واحد لم تكن سهلة و مختلفة عن زميلاتي في مواجهة صعوبات كثيرة، فالعديد من الناس المقربة كانت تتحدث لي بلسان الشفقة على وضعي متشككين في قدراتي على الاستمرار بالتعلم بسبب حالتي المرضية". وكثيرًا ما تعرضت وردة لعثرات أحيانا كانت تحبطها الا أنّ دعم والديها اللذان يشعران بالفخر لنجاح ابنتهما حفزاها لمتابعة مسيرتها التعليمية، وتهيئة الأجواء المناسبة التي ترفع من معنويّتها وتوفير لها ما تحتاجه للتغلب على محنتها. الجذير ذكره ان أكثر من72 الف طالبة تقدمن لامتحانات الثانوية العامة وكانت وردة ملتحقة مع زميلاتها مكابدة آلامها.

 

تضيف الفتاة أن وزارة التربية والتعليم قدمت لها كافة السبل للدراسة وكانت ترافقها المدرسات لتشرح لها بعض المواد التي تستصعب عليها أثناء مكوثها على سرير المرض، إضافة للكادر الطبي الذي كان معها خطوة بخطوة في لمساعدتها في تلقي العلاج. تمثل الطالبة المتوفقة نموذجا للأمل والصبر في قطاع غزة الذي يعيش ويلات الحصار وانعدام وسائل المعيشة والحرمان من الماء وكهرباء ودواء.

واستمرت وردة في رحلة شاقة مع العلاج الكيماوي لمدة تسعة شهور ومن ثم تم نقلها الى مستشفى تل الربيع في اسرائيل قبل أن تقدم الامتحانات بأشهر قليلة، فحصلت على تحويلة للعلاج بالخارج بعد معاناة طويلة بسبب المنع الإسرائيلي، فتمكنت من عمل فحوصات طبية جديدة للمعرفة حالتها المرضية.

وتتابع بحديثها أنها تلقت قبل اعلان نتائج الثانوية العامة من المستشفى الأوروبي يوضح ليخبرها بنتيجة التحاليل، موضحًا استقرار حالتها فاجتمعت في قلبها فرحتان الشفاء والنجاح. فمنذ الصغر كانت تحصل على درجات بتقدير ممتاز، حتى وصلت الثانوية العامة وأخذت درجات عالية تمكنها من تحقيق حلمها في شق طريقها لدراسة الصحافة ونقل هموم شعبها من خلال السلطة الرابعة. وتتمني الآغا أن تنعم بالشفاء بشكل تام من الورم الذي يباغت ركبتها ومن السرطان أيضا مكملة مشوار حلمها الذي رسمته منذ نعومة أظافرها.

كاريكاتـــــير