شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م14:45 بتوقيت القدس

الاقتصاد الفردي مآل الغزيين في رمضان

17 يونيو 2017 - 00:59
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

 تنشط في قطاع غزة المحاصر العديد من المهن الموسميّة التي تجد رواجًا في شهر رمضان رغم تأثيرها المحدود، فتشكّل  مصدر دخلٍ لأصحابها وتوفر لهم قوت يومهم طيلة أيام الشهر الفضيل،  وقد يدخر بعضهم من عوائدها الماديّة بعد انتهاء موسمها.

وتعدّ صناعة القطايف من أكثر الطقوس الرمضانية انتشارًا حيث تكتظ الأسواق الغزيّة بها  وتشهد اقبالًا من الغزيين رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة وسوء معيشتهم فهو الطبق الرئيسي الذى يتحلى به سكان المدينة بعد الإفطار، وينتظر أصحاب هذه المهنة شهر الخير بفارغ الصبر لمزاولة هذه المهنة علها تسد عوزهم.

اعتاد المواطن محمد أبو عيطة بيع القطايف  في كل عام من شهر رمضان متوارثِاً المهنة أبًا عن جد، يقول لنوى: "أـنتظر شهر رمضان  ليحلّ علينا الخير من خلال بيع القطايف،  فالمواطنين الغزيين لا يستغنون عنه طيلة الشهر، مضيفا  أن هناك عائلات تشترى كميات  من القطايف وتخزنها لبعد رمضان فالمهنة ننتهي بانتهاء الشهر".

  تتميز أسعار القطايف بأنها مناسبة  للغني والفقير ويصل ثمن الكيلو منها 6 شواقل ولا تحتاج لوقت كبير في صنعها فمكوناتها بسيطة.

ويتابع أبو عيطة أنّ المهنة لم تعد حكرًا على أحد كما كانت سابقُا واتشرت في السنوات الأخيرة العديد من المحلات التي تبيع القطايف لتسترزق بها، و يرافقه بمهنته التي  يعمل بها منذ خمسة عشر عامًا كلاً  من أولاده الثلاثة، وحسب خبراء الحلوى أن القطايف وجدت منذ العصر الأموي.

ويذكر أنّ المواطنين بقطاع غزة استقبلوا شهر رمضان بمستوى على من الفقر وصل الى  65 بالمائة و47 من نسبة البطالة، وهناك 80 بالمائة من السكان باتوا يعتمدون على المساعدات الخارجية لتأمين متطلبات معيشتهم اليومية بسبب الحصار الذي تفرضه عليهم اسرائيل منذ عشرة أعوام،  وإغلاق المعابر وذلك حسب إحصائية مركز حقوق الانسان.

 كما يتصدر بيع الخروب قائمة المشروبات في رمضان،  فالشهر اجتمع مع الصيف والاجازة  فاتجه بعض من الشباب لاغتنام ذلك وبيع الخروب بشكل فردي؛  اذ تصطف العديد من العربات حول مفترقات الطرق والأسواق في قطاع غزة فتجذب ألواح الثلج الملقاة في الصناديق المملوءة بالمشروب البني  المارين وتدفعهم لشرائها.

يتحدث الشاب على السيسي الذى يمتهن بيع الخروب منذ أعوام في شهر رمضان: "الإقبال على شراء الخروب كبير كونه سيد المشروبات، اعتادت العائلات الغزية تزيين موائدها به أثناء الإفطار؛ ليروي ظمأهم بعد ساعات من الصيام خصوصًا في فصل الصيف وانقطاع التيار الكهربائي".

ويرتدي الشاب  زيّه التقليدي كأحد شعائر بيع الخروب، فيري في ذلك فرصة يعتاش من خلاله في رمضان.

ويرغبه الكثير من المواطنين لزهد ثمنه فسعر الزجاجة الواحدة ما بين  2 و4 شيكل.

يحاول المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة الهروب من فقرهم في استثمار موسمهم الرمضاني بشكل للتنشيط التجاري، وتنشيط الاقتصاد بشكل فردي، فتكثر عربات بيع الأكلات الشعبية كالفلافل والحمص والكبة، فيجد بائعوها في شهر رمضان فرصة تزودهم بمصدر دخل، كما تتزين الأسواق بمرطبانات المخللات المتراصة كلوحة طبيعيّة متنوعة الألوان بجانب بعضها، يجد فيها الصائمون متعة لهم عند الإفطار وتشارك  السيدات أزواجهن في صنعها.

في هذا السياق تقول المواطنة أم نبيل صالحة: "قبل بداية شهر رمضان أذهب إلى السوق واشترى أصناف متنوعة من  مخلل الفلفل والباذنجان والزيتون والخيار ونضعها في براميل لفترة معينة  لتنضج مع بداية رمضان". 

 تضيف أحضرها لزوجي وأولادي حتى يتمكنوا من بيعها في الأسواق الشعبية خلال شهر رمضان فتلقى إقبالًا على غير الأيام العادية من السنة.  

وتتابع صالحة  أن العائلة تمتهن بيع المخللات منذ عشرة أعوام، ولكن في السنوات الأخيرة شهد البيع تراجعًا بسبب الحصار والفقر والحالة المعيشية الصعبة وانقطاع جزء كبير رواتب الموظفين.

ولأن الفوانيس سلعة رائجة في رمضان وجدت الفتاة مريم عودة ضالتها في امتهانها وتلبية حاجتها علّها تخفف من وطأة الفقر الذي تعيشه عائلتها، تحدثت الفتاة أنه منذ تخرجها الجامعي قبل ثلاث أعوام لم تحصل على فرصة عمل.

من خلال متابعتها لموقع اليوتيوب على الإنترنت تعلمت صنع الفوانيس وبدأت تزاولها في كل موسم رمضاني،  تبيع عودة الفوانيس للأطفال بأسعار زهيدة خصوصًا ممن يعيشون وسط عائلة فقيرة علّها تدخل لفرحة لقلوبهم، ووجدت إقبالًا من الأطفال للشراء منها فسعر الواحد منها لا يتجاوز ال2 شيكل.

 ورغم أنّ المهن الموسمية في قطاع غزة لا تشكّل مصدر دخل ثابت لأصحابها، إلا أنها تخفف من وطأة الفقر الذي يعانيه المواطنون، فيجد فيها المتعطلون عن العمل ملاذًا علّها تكون فاتحة خير عليهم.

كاريكاتـــــير