شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م11:25 بتوقيت القدس

فلسطين .. مواهب غزيّة تنطلق من وحي الحصار

12 مايو 2017 - 13:03
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

يبدو أن ثمّة طرق يستحدثها أطفال رفضوا فكرة الاستسلام أمام حصار يحاول انتزاع الأمل منذ إحدى عشر عامًا. من بين أزقّة المخيّمات، أخذ أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 16 عامًا، يطلقون العنان لمواهب وفنون كادت أن تندثر، أبرزها "الهيب هوب" ، و"البرك دانس"، و"الباركر" في محاولة جديدة للتعبير عن آراءهم والتواصل مع الناس.

"إن أطفال غزة محرومين من أبسط حقوقهم في الحياة من الحرية والسلام والأمان، لكن رغم ذلك فإنهم لا يستسلمون للظروف محاولين صنع حياه جديدة تروق لهم، لإيصال رسالة للعالم انهم محبين للسلام فمن حقهم العيش كباقي أطفال العالم" يقول حسن الريّس وهو مسئول الفريق، مضيفًا أن فن الراب والهيب هوب وغيرها من الفنون تنبثق من المعاناة، والقضايا الاجتماعية المعينة،  وتقديم الآراء بحلها أو التوعية لتفاديها أو بنقل قصة أو عبرة مفيدة كي تسلط الضور على مشاكل الناس الحياتية.

ويتكون الفريق من 15 طفلًا يقدمون عروضًا مختلفة تستوقف نظر الناس لإليها. وبحسب الريّس أن الصدفة هي من جمعت بينهم لأنهم يعيشون نفس الظروف ومن عائلات بسيطة، يتسامرون بالتدريب، ويتعلمون من خلال مواقع اليوتيوب، والاستعانة بفرق تساعدهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خارج قطاع غزة.

كانت حرب 2014 التي تعرض لها قطاع غزّة نقطة فاصلة في إبراز مواهبهم،  فدفعهم الخوف لتأليف مقطوعات فنية تقاوم آلات الحرب العسكرية فكل يقاوم باللون والفن الذى يختاره. ويتخذ الأطفال من الشوارع، وشاطئ البحر، وأحيانا الحفلات والمناسبات مساحات تنقل عروضهم حيث وجدوا إقبالًا من الجمهور الذي يعتبر أن هذا الفن جديدًا على الشارع الفلسطيني في غزّة.

الطفل محمّد الريس 12 عامًا يمتلك موهبة "البق بوكس" تجعله يعبّر عما بداخله من خلالها، يقول: "في البداية كنت ألحن أمام الجيران بالحارة فوجدوا أنني أقوم بتلحين وإصدار أصوات جميلة تشبه إلى حد ما التي نراها من المشاهير عبر التلفزيون حيث عبروا عن انبهارهم مني".

وتواصل الطفل مع خلال الفريق عبر فيسبوك مع مدربين للتطوير من أداءه بشكل جيّد خصوصًا وأن سوء الأوضاع المادية حالت دون تسجيله بمدارس الفنون في غزّة والتي تتميز بارتفاع ثمن التدريبات فيها.

ويتملك محمّد موهبة يتمنى أن يشارك فيها بإحدى برامج المسابقات خارج فلسطين، فهو يرى أن ذلك حلمه المنتظر.

تتنوع مضامين مقطوعات الراب التي يقدمها بعض أطفال الفريق ما بين التعبير عن الانتفاضة، الجرحى، الأسرى، وحرية الأطفال فلكل نمط أسلوب مغاير في التعبير.

وانتشر فن الهيب هوب والراب والعديد من الفنون المرتبطة بها مؤخراً في غزة ، فبات اسلوب تعبير أكثر منه مجرد موسيقى، حيث يتميز هواة هذا الفن في ملابسهم ومصطلحاتهم وتعبيرهم عن أنفسهم.

وتتميز  مواهب الفريق بطابعها الإنساني واهتمامها بقيم هامة مثل السلام والتسامح واحترام الآخر ومعرفة الذات ومقاومة العنصرية، ولكن في ظل الحصار المفروض على القطاع يواجه هذا النوع من الفن كغيره صعوبات أبرزها عدم وجود نوادي تدربه، ولا تتبنى شركات الانتاج له كونه لسبب الأول نتيجة ضعف التسويق وكون ميزانية أي أغنية راب من تسجيل وتصوير واخراج.

مازالت غزة المحاصرة مدينة خصبة تنمو فيها مواهب  لأطفال يفتقدون مقومات الحياة، لكنهم يحاولون قدر المستطاع الوصول لأحلامهم ينظرون اليها بعين متفائلة. 

كاريكاتـــــير