شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م03:29 بتوقيت القدس

هبة شاهين .. نموذج مفعم بالحياة والإصرار على النجاح

25 ابريل 2017 - 22:50
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى

"الثقة بالنفس سلاح أواجه به الظروف، فالإعاقة ليست جسدية إنما الإعاقة تكون في التفكير وضعف التطوير بالذات": بهذه الكلمات بدأت الفتاة هبة لله شاهين (17 عامًا) حديثها  والتي تعاني من بتر في قدمها اليسرى إذ لم يشكل الأمر عائقًا أمام حركتها.

حظيت هبة باهتمام والديها منذ ولادتها، حيث شجعاها للتطوير من نفسها،  وعدم الاستسلام لواقعها فأخذت على عاتقها الاستمرار ومساعدة أقرانها الذين يعانون من نفس الإعاقة إلى أن صمّمت تطبيقًا ذكيًا يخدمهم.

"Ability"

تقول المصممة أن التطبيق نفذ ضمن مشروع "سكاي غزّة" الذي يستقطب مشاريع إبداعية ويطوّرها، وبحسب المصممة فإنه يساعد ذوي الإعاقة على التواصل مع أخصائيين نفسيين للحصول على الدعم النفسي والجسدي، وهو لا يحتاج سوى تحميله عبر الإنترنت في الهواتف النقالة كي يتواصل المختصين معهم.

وتقول هبة: "جاءتني الفكرة لأني أرى زميلاتي يواجهن تحدٍ كبير مع المجتمع في عدم وجود وعي كافي من المحيطين بكيفية التعامل معهم، فبادرت باقتراح الفكرة لمساعدتهم خصوصًا أن غزة تعاني من عدم وجود طب نفسي شامل يستهدف هذه الفئة فأغلب المؤسسات تعتمد على المشاريع الممولة". ولا تزال تنتظر الموافقة من القائمين على المشروع لتقييمه ومن ثم نشره.

وتعرضت قدم هبة اليسرى للبتر قبيل ولادتها نتيجة خيط رفيع ينمو حول عضو معين بجسم الجنين يؤدي إلى بتره، وتعتبر هذه حالة نادرة تصيب شخص من بين 200 ألف مولود.

 

وتعقب والدة هبة أن ابنتها منذ الصغر كانت تمتلك قدرات تختلف عن زميلاتها رغم البتر، سيما أنها بدأت بالمشي والتحدث قبل السنة فهذا لا يحدث عن كل الأطفال مما جعل الطبيب المعالج لها يصاب بالذهول.

وتضيف المتحدثة أنها كانت تشترى لابنتها الفساتين ولا تجبرها على ارتداء ملابس معينة تغطي الإعاقة، برغم انتقادات المجتمع التي كانت "تنصحها بالستر من باب أن ذلك قد يشعر بالخجل لكن كانت الأم تواجه ذلك بالتحدي".

وتمارس هبة هواية الخيل بحيوية ونشاط، منذ أن بدأت بالتعلم عليها في صغرها بالنرويج.

محاولات عديدة وتحدى كبير واجهته مع نفسها لتكمل مشوارها لممارسة هواية الخيل التي يعتبرها البعض في غزة حكرًا على الذكور.

وتمر حاليا بمرحلة المتقدمين في نادي الصداقة للخيول متجاوزة من القفز مسافات عالية من خلال خيلها "برهان"  الذي تعتبره جزء لا يتجزأ منها.

وتسعى حاليا للمشاركة في مسابقة للمتقدمين في القفز لعلها تحظى بلقلب الفوز. 

وتشير هبة إلى التحديات التي تواجهها  كونها تعيش في قطاع غزة المحاصر والتي تتمثل بعدم  ملائمة الأماكن العامة لذوي الإعاقة الحركية،  وافتقار المدارس التعليمية لتقديم توعية للطالبات والطلاب في كيفية التعامل مع من يعانون من إعاقة جسدية معينة، بالإضافة لنظرة المجتمع التي تعودت على رؤية الفتاة في إطار معين.

وترى أن كل شخص يمتلك قدرات يجب أن يؤهلها في خدمة الآخرين، إذ أنها تقدم برامج دعم نفسي للفتيات اللواتي تعرضن لبتر أطرافهن بسبب الحروب المتكررة على غزة، بالتعاون مع مركز الأطراف الصناعية والصليب الأحمر.

وتمتلك شاهين موهبة الغناء، فمنذ طفولتها كانت تغني بالحفلات المدرسية والمهرجانات الثقافية، وتتمني المشاركة في إحدى البرامج التلفزيونية.

وتطمح أن تدرس الصحافة والإعلام  لتسير على خطى والدها الصحفي سيف الدين شاهين الذي تعتبره قدوتها ورأس مال نجاحها.

تقول المصممة أن التطبيق نفذ ضمن مشروع "سكاي غزّة" الذي يستقطب مشاريع إبداعية ويطوّرها، وبحسب المصممة فإنه يساعد ذوي الإعاقة على التواصل مع أخصائيين نفسيين للحصول على الدعم النفسي والجسدي، وهو لا يحتاج سوى تحميله عبر الإنترنت في الهواتف النقالة كي يتواصل المختصين معهم.

 

كاريكاتـــــير