شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م17:53 بتوقيت القدس

الحصار الإسرائيلي .. يطال أسنان الغزيين

05 مارس 2017 - 13:05
شبكة نوى، فلسطينيات:

دعاء شاهين-نوى

لم تكن تعلم المواطنة نسرين كمال 30 عامًا أن المسافة التى قطعتها لزيارة إحدى عيادات الأسنان الطبية في قطاع غزة المحاصر ستكون دون فائدة بعدما استفحل الألم بضرسها.

حطت بجسدها على مقعد الإنتظار داخل العيادة  بعدما انتهت من مقابلة الطبيب الذى قال لها: "إن حشوة الأسنان الفضية " Amalgam " المخصصة لعلاجها غير موجودة بالعيادة بسبب منع الإحتلال الإسرائيلي دخولها للقطاع.

تتحدث بصوتا خافتا  قائلة: "جئت للطبيب للعلاج،  وأنا بحاجة للحشوة الفضية لضرسي، أضع أحياناكميات قليلة من الطب البديل "القرنفل" لتخفيف الوجع" مضيفة نفى الطبيب وجود العلاج الخاص لي بغزة، وعرض البديل لكن ثمنه باهض.

تعيش المواطنة نسرين وضع إقتصادي سيء، فهى بالكاد إستطاعت زيارة طبيب الأسنان ودفع فاتورة علاجها لتكون الزيارة دون فائدة علاجية، بنظرات محملة بالأرق تضع لومها على صمت مؤسسات المجتمع الدولى إزاء ذلك.

رغم التسهيلات المزعومة الذى يتحدث عنها الإحتلال الإسرائيلي  إلا أنه مازال ممعنا في حصاره على الغزيين، فقام بمصادرة كميات كبيرة من المادة الطبية "Amalgam " المقرر إدخالها لغزة بدعوى أنها تحتوى على مادة الزئبق المستخدمة في جوانب عسكرية.

تستخدم حشوات الأسنان في حالات عدة، أبرزها تسوس الأسنان، كما تستخدم في حالات كسور الأسنان نتيجة رض مثلا، أو وجود تآكل. وتهدف إلى إعادة الجانب الجمالي والوظيفي في المضغ والإطباق.

 

عيادة أخرى على بابها، يافطة مكتوب عليها "لا يوجد حشوة أسنان فضية مؤقتا.. نعتذر لكم"، فيتكرر مشهد المعاناة مع الطفل مؤيد نوفل 12 عامًا اصطحبته والدته لطبيب الأسنان، لكنها لم تعالجه فالمادة الطبية غير موجودة.

صوت أنين مؤيد الذى يعيش بغزة المحاصرة لم يشفع له فليس أمام والدته سوى العودة به للمنزل دون علاج، مستكملا "كورسات" المسكنات التى وصفها الطبيب لحين ميسرة.

يعيش مليونى مواطنا تحت مطرقة الإحتلال الإسرائيلي يتحكم بكل ما هو وارد للقطاع فمتى أشاء يصدر قرار إغلاق معبر "إيرز" متعمدا منع ما يحتاج اليه السكان فيحكم عليهم بالموت بطيئا.

رأفت سكيك (طبيب الأسنان) قال: "إن قرار المنع من الإحتلال ليزيد من معاناة الغزيين المحاصرين فمن المعروف أن عنصر"الزئبق" التي تحتوى عليه حشوة الأسنان المعروف باسم " Amalgam" لا تتعدى جزئيات من الملغرام البسيطة ،وهى سائلة بمعنى حتى لو أطنان من تلك المادة لا ينفع لأى عمل سوى العلاج الطبى مضيفا، أن الإحتلال يهدف من هذا المنع تضييق الخناق على المواطنين الذى هم بحاجة للعلاج بها.

وأوضح سكيك أن حشوة  الأسنان الفضية تأتى عبارة عن كبسولة طبية صغيرة الحجم  وعنصر "الزئبق" الموجود داخلها عبارة عن سائل منزلق ويتم تصنيعها بأجهزة داخل عيادة الطبيب فى غزة وتحجيمها بما يتناسب مع حاجة المريض، وعن تكلفة هذه الحشوة يشير أنها تترواح مابين 30 شيكل وأكثر .مستكملا هناك بديل عنها وهى الحشوة البيضاء التجميلية ، لكن يقتصر استخدامها على الطبقة  ذات الدخل الجيد.

مروان الزنط (أحد التجار) المعروف باستيراده للمواد الطبية يحتجزله   الاحتلال الاسرائيلي بضاعة محملة بحوالى  2000 كرتونة من كبسولات  الحشوة الفضية للأسنان،  وتقدر بثمن 3000الف $ تحدث قائلا: "إ ن  القرار الذى أصدره الاحتلال ظالما حول منع دخول حشوة الأسنان بدعوة أنها تحتوى عنصر الزئبق المستخدم لجوانب عسكرية ووضح ان العنصر يحتى على 0.78/ملغم سيلفر ، 0.48/ملغم زئبق".  مضيفا أن تلك العناصر موجودة داخل المادة الطبية لاتؤثرسوى طبيا ،لا يمكن بالمطلقا استخدامها لغير ذلك، وتابع إن كان الاحتلال يملك دليل عكس ذلك فليقدمه.

وأشار إلى أنه تم التواصل مع الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية للبحث بأمر المنع إسرائيلياً بالإضافة، أن وزراة الإقتصاد تبذل تجهودها للضغط على الجانب الاسرائيلي لوقف هذا القرار عبر الشؤون المدنية.

وطالب الجهات الحقوقية للتدخل الفوري لإنهاء هذا المنع فعواقبه ستكون وخيمة صحيا وإقتصاديا على المواطنين في غزة.

كاريكاتـــــير