شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م21:38 بتوقيت القدس

بعد مرور 100 عام على تأسيسها

فلسطينيّون: كان عنّا سينما!

21 فبراير 2017 - 15:41
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-أميرة نصَّار

"كنا نقف على  شباك التذاكر، كان يبلغ نحو 20 سم طولًا وعرضًا، كنت أحضر أنا وأخي بنفس التذكرة لأنني كنت صغيرًاـ ظلام حالك بداخل القاعة، إلا من ضوء أبيض خافت يدلّ الجمهور على أماكن جلوسه التي تتجاوز الـ1000 مقعد" هكذا يروي المخرج والممثّل أبو علي ياسين طقوس وأجواء السينما في غزّة قبل عقود مضت.

ما أن تبدأ بكرة السينما بالدوران إيذانًا بعرض الفيلم، حتّى صار الجمهور مستعدًا بشغف لالتقاط المشهد الأوّل يقول ياسين ويتابع: "السينما كانت واقع جميل، استمتعنا بمشاهدة الأفلام فيها، حيث وحّدت الجمهور في معايشة للفيلم وأجواءه، كنا نتأثر بالمشاهد نبكي في حال مات البطل ونفرح ونحاكي الأشخاص ونصفق لهم".

ويكمل: "كان جارنا زهدي يصطحب الطبلة معه، وحينما ما يظهر البطل يغني جارنا ويعزف على الطبلة، كما كانت السينما كلها تشاركه الفرحة وإذا ما حضر نشعر أن عرض الفيلم ناقص".

عرفت فلسطين العروض السينمائية منذ بداية القرن الماضي؛ لتشير الكتابات التاريخية إلى أن أول دار عرض سينمائي ظهرت في فلسطين هي "أوراكل"، وذلك في مدينة القدس عام 1908 ومن ثم شهدت المدن الفلسطينية زيادة ملحوظة في دور العرض وصولاً إلى قطاع غزة.

فيما عرف أهل غزة السينما عام1944 حينها افتتحت أقدم سينما في القطاع "سينما السامر" من قبل رشاد الشوا وفصل  قماش الستائر والشاشات  في المجدل  ومع حلول النكبة عام1948 حينها بدأت تجربة وكالة الغوث بإنشاء  "سينما الشوارع"  والتي تواجدت في مراكز التموين لتعرض الأفلام على المواطنين في القطاع.

ويعلّق الباحث في العلوم الاجتماعية والتربوية مجدي الكردي أن دور العرض ازدادت بعد "سينما الشوارع"، لتصل إلى أكثر من عشر دور عرض "سينما عامر و النهضة و الشاطئ وفيما بعد سينما السلام والجلاء وصابرين وسينما الحرية وسينما النصر".

ويضيف أن الذهاب إلى السينما لم يكن بالأمر الهين والبسيط، "إن لم نستأذن من العائلة، فإننا سنعاقب بحكم أنه كان ينظر إلى السينما بأنها  نوع من الترف، غير أن الأيام كانت تخصص للعرض كيوم الخميس للعائلات فقط" – حسب قوله -.

ويؤكّد على أن "رقيب المقص الغزي كان يعمل بشكل جيد ولم تعرض السينما أفلامًا خارجة عن السياق بحكم أنها كانت تأتي من مصر وعليها رقابة".

سينما صامتة

 وعن طبيعة التصوير في السينما يقول أستاذ العلوم التقنية مجدي البايض: "كانت السينما في البداية تعرض أفلامها باللونين الأبيض والأسود ولم تكن ناطقة صامتة وكانت الأفلام تصور على بكرات بلاستيكية"، مضيفًا: "أصبح يضاف الصوت إلى الصورة لتصبح ناطقة وأصبح ينتج الفيلم على أشرطة بلاستيكية وتضاف الألوان إلى الصور لتصبح بذلك الصورة ملونة".

"نحن في القرن الواحد والعشرون ولم ندخل قاعة سينما ولم نحظى بمتابعة افلامها أو التمتع بأجوائها، تذكرة سينما وعلبة فشار واجتماع للصديقات" هكذا تعقب دعاء محمد 25 عامًا، إذ تتمنى أن يتم  إعادة افتتاحها لتحظى بمتابعة الأفلام وتعيش تلك الأجواء.

كانت دور العرض السينمائية تملأ المكان حيوية ونشاط لكن ما لذي حل بها؟ ومن المسؤول عن اختفاء واحتراق عدد كبير منها؟ هل يمكننا الجزم بأن الانتفاضة الأولى هي من دثرت السينما بين ليلة وضحاها؟ وهل يحتاج الفلسطينيّون في غزّة إلى صالات سينما جديدة تنفّس عنهم؟ أسئلة تفرض نفسها على واقع بائس يرفض الإجابة عنها.

 

كاريكاتـــــير