شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م23:57 بتوقيت القدس

المطاعم الشعبية في غزة تتغلب على الحداثة

07 فبراير 2017 - 21:50
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

تغرى رائحة قلي الفلافل ومشهد قدرة الفول في الصباح والمساء المارة في شوارع مدينة غزة، فتدفعهم لتناول وجبتهم الشعبية المفضّلة التي يقبلها عليها كل فئات المجتمع، ورغم أن السنوات الأخيرة شهدت اتساع افتتاح مطاعم حديثة إلا أنها لم تطغَ على سحر المطاعم الشعبية وخاصة تلك التي تحمل إرثًا مفضلين أطباقها البسيطة.

 صاحب إحدى مطاعم عكيلة ( أبو وسيم )  التى تعرف بانتشارها منذ القدم فعمرها يتجاوز الثلاثين عامًا، بالكاد استطاع التحدث بسبب زحمة المواطنين بالمطعم يقول:" لم تتأثر المطاعم الشعبية بانتشار المطاعم الحديثة لأن الناس مازالوا يفضلون أكلتهم الشعبية باعتبارها جزءًا من ماضيهم وحاضرهم.

ويضيف:" سبب تفضيل المواطنين للوجبات الشعبية رخص ثمنها فالشخص الواحد يأكل وجبة متكاملة بثمن خمسة شواكل، مقارنة بالمطاعم التى تقدم وجبات سريعة أقل وجبة بها تكلف صاحبها 25 شيكل".

ويعاني قطاع غزة من ظاهرة فقر مدقع زادت نسبته على 60%، ما جعل هذه الأكلات مناسبة للجميع فضلًا عن أنها لا تفتقر للقيمة الغذائية.

 أما عكيلة فيقول أنه حتى المؤسسات والشركات تفضّل وجبات الفلافل الشعبية "تيك أوى" أيضًا فطعمها المميزإعتادت عليه العائلات الفلسطينية.

يتجمع المواطنون حول المائدة التى تحتوي الفول والحمص والفلافل والمشروبات الغازية في المطعم، يتبادلون الحديث بكافة الأمور التى تخص القطاع وحياتهم اليومية مستشعرين الراحة، يغلب الطابع الحديث على شكل بعض المطاعم الشعبية فمنها من هو مكون من طابقين السفلي للأفراد والعلوي للعائلات حفاظًا على خصوصيتها.

يحاول العاملون في المطعم تلبية جميع احتياجات الزبائن بهدف إرضائهم ومحاورتهم بالكلام المنمق واللطيف، فالبساطة طابع يغلب على المكان، والجميع يشعر كأنه يتناول وجبته في بيته.

لا تقتصر المطاعم الشعبية بغزة على تقديم وجبات الفول والفلافل فهناك مطاعم أخرى شعبية تقدم وجبات رخيصة الثمن مكونة من ساندويشات الكباب والطحل والكبدة، أيضًا تنتشر في محافظات غزة التى مازلت قبلة العديد من المواطنين بمختلف أطيافهم .

 تستوقفك رائحة الشواء المتصاعد من تلك المطاعم تسحبك لتناول إحدى الوجبات التى لايزيد ثمنها على ثلاثة شواكل تسعيرة تستحوذ رغبة الزبون، يتحدث أكرم أبو عميرة أحد الشباب العاملين بمطعم بوحة للوجبات الشعبية قائلًا:" المكان يروق لجميع المواطنين يقصده زبائن من التجار ورجال الأعمال فلا يقتصر على طبقة معينة، ويتابع أن المطعم يعمل حتى وقت متأخر من الليل؛ بسبب الإقبال الكبير عليه مقارنة بالمطاعم الفاخرة التي تحتضن طبقة الأغنياء والمقتدرين.

 وقف أحد الزبائن على عجالة يتناول ساندويش الكبدة متلذذًا بطعمه بجانب البائع الذى يقلب بين يديه بخفة عالية قطع اللحمة على صاج النار قائلًا :" أعمل باحدى محلات الملابس التجارية آتى باستمرار أثناء فترة الإستراحة من العمل لتناول وجبتى  الشعبية  المفضلة برفقة أصدقائى ، ثمنها مناسب وسريعة التحضير،لها نكهتها الخاصة وأشار أن المطعم يعمل بالإجازات والمواسم والأعياد أيضا .

حسب احصائيات رسمية بلغ عدد المطاعم في قطاع غزة عام 2014 حوالي 215 مطعماً، وحتى العام الحالى افتتحت مطاعم جديدة وأغلقت أخرى تنوعت مابين شعبية وأخرى فاخرة.

ويرجح الإعلامي والخبير الاقتصادي حامد جاد الصحفى أن محدودية القدرة الشرائية تدفع شرائح المجتمع الغزى للإقبال على المطاعم الشعبية التى تتميز برخص ثمن الوجبة وتلبى حاجة المواطنين الذين اعتادو الذهاب اليها بالاضافة لانها موروث شعبى .

وأشار إلى أن متوسط دخل الفرد القومى بفلسطين لا يتجاوز 1300$، ونصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى لايتجاوز 800$، بينما تتجاوز نسبة البطالة بقطاع غزة أكثر من 40% ،بينما نسبة الفقر 45%.

 

 

 

كاريكاتـــــير