شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م00:21 بتوقيت القدس

الترميم يعيد الروح لمقام الخضر أثريًا وثقافيًا

23 يناير 2017 - 14:02
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى-دعاء شاهين:

بين أزقة مدينة دير البلح وسط قطاع غزة حيث "مقام الخضر" الذي يجمع بين أصالة الآثار وعبق التاريخ، وتم ترميمه مؤخرًا ليضم  بين جدرانه بالطابق  العلوى مكتبة يغلب عليها الطابع الحضارى الحديث، والأطفال المنشغلون بالقراءة على صوت الموسيقى الهادئة، فإذا نزلت إلى الطابق القبو تجده يجمع الطقوس الدينية حيث القباب الإسلامية، والمحراب المسيحى ممثلًا معلمًا أثريا  لديانتين في آن واحد.

يقول منسق فريق ديرنا الشبابى التطوعى حسان أبو صفر أن فكرة ترميم المقام جاءت للمتطوعين بدير البلح بهدف الحفاظ على وجود الأماكن الأثرية بغزة من الطمس والتهويد وتوعية المواطنين بها، فأراد الفريق أن تكون ضمن الترميم مكتبة للأ طفال تمثّل منارة للعلم لتكون المكتبة الوحيدة بالدير الغزى، تشجّع الأطفال على القراءة والمطالعة وتنمى ثقافتهم المعرفية بالأمكان الأثرية.

يتابع أن المكتبة لاقت انتشارًا واسعًا بين الأهالى الذين بدأوا بالتردد عليها مع أطفالهم مستمتعين بعراقة المكان الأثرى وتحفيزًا لأبنائهم حفاظًا على استمراريتهم بممارسة الأنشطة والفنون التدربيبة.

تبلغ مساحة مقام الخضر 450 مترًا يُعرف مسيحياً "قبر القديس هيلاريون"، وترجّح المعلومات وجوده من العهد اليوناني وأنه كان ملجأ للرهبان الفارين من قادة الوثنية قبل 1800 عام، و في العهد الإسلامي بات يعرف" مقام الخضر".

ويدلل التاريخ وجود عناقيد مصلّبة تذكر بفن العمارة الصليبي٬ كما توجد في المكان نفسه بعض النقوش اليونانية والتيجان الكورنثية والأعمدة الرخامية٬ الأمرالذي يؤكد بناء مقام الخضر فوق الدير الصليبيى ويعتبر أقدم الآثار التاريخية الموجودة في فلسطين.

 تحولت جدار المقام المتهالكة على مر العصور بعدما كانت محطة للمشعوذين، وممارسة الخرافات إلى مركز أثرى ثقافى بفعل الترميم.

تقول منسقة مكتبة الأطفال بالمقام ميساء العكلوك: "هناك إقبال كبير على المقام من الأطفال في دير البلح للقراءة بالمكتبة التى ولّدت لديهم شغف القراءة للعديد من القصص وتتراوح أعمارهم بين ستة سنوات إلى أربعة عشر سنة، متابعةً أن المكتبة تضم العديد من الكتب والقصص يقرأها الأطفال؛ بالإضافة إلى سماعهم في بعض الأوقات للروايات تقرأها لهم زميلاتها بالمكتبة".

تضيف أن  دور المكتبة لا يقتصر على المطالعة والقراءة فقط؛ بل هناك العديد من الأنشطة الفنية والتدريبية التى يتم تعليمها للأطفال، وتطوير هوايتهم  في العديد من المجالات التى يبرزون فيها، وستبقى المكتبة خمسة سنوات داخل المقام حسب الاتفاق مع وزارة السياحة والآثار في غزة، وتأمل أن تبقى موجودة للأبد.

يستمر وجود الأطفال في المكتبة بين ثلاثة إلى أربعة ساعات  يوميًا، وأحيانًا ثلاثة أيام في الأسبوع بناءً على مواعيد  دراستهم المنهجية وما يتناسب معهم في ذلك.

من ناحيته يشيرجمال أبو ريدة مدير عام  دائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار؛ أن الترميم جاء للحفاظ على أحقيّة الفلسطينى بأرضه؛ واثبات وجوده بها رغم ما تعانية الوزارة من شحّ في الامكانيات تعيق ترميم الأماكن الأثرية في قطاع غزة، وأضاف  أنه تم عقد ورشات ثقافية بعد الترميم لتوعية المواطنين بأهمية المكان الأثرى مقام الخضر وليبقى راسخًا في عقولهم.

ونوه انه تم ترميم المكان وانشاء مكتبة ثقافية به لتعليم الاطفال مع الحفاظ عليه  دون  اى تغيير بالمعالم التى كانت موجودة مسبقًا بالمكان الأثرى، فبلغت تكلفة الترميم 60 ألف دولار بدعم من اليونسكو وتنفيذ وإشراف مركز إيوان في الجامعة الإسلامية وجمعية نوى للتراث والفنون.

ويوجد في قطاع غزة 215 معلمًا أثريًا عاصر أزمنة متعددة، تمثّل بصمةً تاريخية؛ حاجة لإعادة ترميمها والاهتمام بها  خوفًا من الاندثار.

 

 

كاريكاتـــــير