غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:
"خسرت أمي وأخي وجدي، وأخشى أن أفقد ابني أيضًا"، هكذا اختصرت أم الطفل محمد أبو عنزة (6 أشهر) معركتها المزدوجة مع الحزن والانتظار، وهي تراقب صغيرها بين أنابيب الأكسجين يكافح من أجل التنفس في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
منذ ولادته، وحياته كلها مربوطة بأنابيب بلاستيكية تمدّه بالأكسجين الذي ينخفض معدله لديه بشكل مفزع من 100 إلى 60 بدقائق.
منذ ولادته، لم يعرف محمد طعم اللعب أو الراحة؛ حياته كلها مربوطة بأنابيب بلاستيكية تمدّه بالأكسجين الذي ينخفض معدله لديه بشكل مفزع من 100 إلى 60 في دقائق معدودة، فيما يزداد جسده هشاشة تحت وطأة المرض.
يعاني الطفل من انسداد خطير في شرايين البطينين الأيمن والأيسر، وهو مرض يستلزم عملية قلب مفتوح عاجلة. لكن في غزة، حيث انهار النظام الصحي تحت وطأة الحرب والحصار، لا يجد جسده الصغير الدواء ولا الأجهزة التي تنقذه.
تخبرنا أمه أنها لا تهنأ بنومة، ولا يهدأ لها بال وطفلها يعاني منذ ولادته، لا يستطيع التعبير عن آلامه ولا ينطق، لكنها تسمع في قلبها كل نخزة مؤلمة تدق في صدره وكأنها خنجر يطعن قلبها العاجز تحت نيران الإبادة الإسرائيلية واستمرار حصار غزة.
وتقول: "أتخيل لو لم تكن هناك حرب، لو كانت المستشفيات بإمكانيات عالية، دون تكدس للجرحى والمرضى، لو كانت البلاد مفتوحة وبإمكان المرء الركض خلف فرصة للنجاة، ثم يصفعني صوت قصف قريب ليؤكد لي أننا في واقع مرّ وطعمه علقم".
وفقًا لأمه، فإن الأطباء يحذرون باستمرار من خطورة حالته التي تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث يصاب بتشنجات متكررة، ويعاني نقصًا حادًا في الأكسجين، وترتفع درجة حرارة جسده حتى يصبح أزرق اللون.
تتابع أمه بصوت مرتجف: "أكثر ما يرعبني لا أن أفقده تحت الصواريخ، بل بسبب نقص الإمكانات الطبية، خصوصًا وأنني عايشت الأمر مرارًا مع أمهات فقدن أبناءهن لعدم توفر العلاجات والعمليات اللازمة في مستشفيات القطاع".
"أملي الوحيد لعلاج طفلي هو السفر إلى خارج قطاع غزة بتحويلة طبية، فكل يوم يمر عليه، أرى الموت يقترب منه أكثر".
وتحت هذه الظروف، تناشد: "أملي الوحيد لعلاج طفلي هو السفر إلى خارج قطاع غزة بتحويلة طبية، فكل يوم يمر عليه، أرى الموت يقترب منه أكثر"، مطالبةً الجهات الرسمية ومنها منظمة الصحة العالمية والدول التي تساعد في إجلاء المرضى والجرحى أن يسمعوا أنين طفلها ويساهموا بإنقاذه.